LATEST EPISODES
آخر الحلقات
SUBSCRIBE TO OUR NEWSLETTER
اشترك في نشرتنا الالكترونية
YOU MAY ALSO LIKE
قد يعجبك أيضاً
فراغ وامتلاء
قد يكون الطعام أحيانًا بوابة للشعور والاتصال والترابط وكذلك قد يكون طريق للانفصال عن الشعور..
يشاركوننا ضيوفنا في هذه الحلقة قصصهم مع الطعام٬ علاقتهم به ومعناه في حياتهم.
أعدّت هذه الحلقة شهد الطخيم، بدعم تحريري من نادين شاكر، شهد بني عودة ، هبة عفيفي، دانا بلوط ، هبة فيشير. تصميم صوتي وتأليف موسيقي لمحمد خريزات.
برنامج جسدي من إنتاج شبكة كيرنينج كلتشرز. يمكنكم دعم هذا البرنامج عبر patreon.com/kerningculturesبمبلغ يبدأ من دولار واحد في الشهر.
Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
(إعلان)
شهد بني عودة: لما نفكر باحتياجات الإنسان، بيجي ع بالنا بالعادة الهواء، الماء، والطعام. لكن هل عمرنا فكرنا بعلاقتنا بهاي الاحتياجات الأساسية؟ هل عمرنا فكرنا علاقتنا كيف بالأكل ودوره وتأثيره في حياتنا؟
احنا بنعرف الوظائف الأساسية للطعام، يعني الطعام للبقاء والحاجة والمتعة، يعني لابد من الاستمتاع بالطعام، كلنا بنحب نستمتع بالطعام، بس هذا شرط كتير منا مش ممكن يستغني عنه. علاقتنا بالطعام ممكن تختل وتصبح أكتر من حاجة ومتعة. يعني بمعنى آخر، ممكن الطعام يكون مصدر لاحتياجات تانية مخفية، مش ع السطح. ممكن كمان يصير البديل لأشياء كتير مفقودة في حياة الشخص.
هاي الحلقة راح تكون مميزة وغير شوي عن الحلقات التانية من جسدي. معدة هايدي الحلقة زميلتي شهد الطخيم. شهد راح تكون جزء من هاي الحلقة أكتر من كونها فقط معدتها.
معكم شهد بني عودة مقدمة برنامج جسدي، معدة حلقتنا لليوم شهد الطخيم. كتير حابة أعرف شهد سبب اختيارك لموضوع هادي الحلقة.
شهد الطخيم: الحلقة هذي شخصية جدًا بالنسبة لي وتلمس واقع عايشته.
الأكل عمره ما كان مجرد أكل. الأكل أحيانًا قد يكون بوابة للشعور والاتصال والترابط وكذلك قد يكون طريق للانفصال عن الشعور. أحيانًا الأكل هو البوابة الوحيدة للبقاء، أحيانًا الأكل يكون ادمان، لكن بنحس ما عندنا بديل نتعامل مع صعوبات الحياة من غيره، خاصة في طفولتنا، لما ما يكون عندنا خيارات نعرفها تساعدنا.
داليا: كان الأكل بالنسبة لي زي الحضن، زي البيت عشان كدة يعطيك الشعور بالدفء، الحنان.
همام: انا إنسان إذا توترت أجوع، ومع الجوع أروح واكل، واكل بلا حدود الى أن أصاب بالتخمة.
سعد: عندي نمط سلوكي إنه أخدر نفسي بالأكل، فتاكل حتى التخمة!
الطخيم: في هذه الحلقة من برنامج جسدي.. نستكشف قصص 3 شخصيات وعلاقتهم بالطعام.
(تتر برنامج جسدي)
في الحلقة اليوم، معنا همام، شاب من السودان، وداليا، شابة سعودية، وسعد، شاب سعودي
داليا: أحلى لحظات حياتي لما ارجع من المدرسه و اجيب كيس وايت توست، توست أبيض كامل (ضحك)، واحمّص نص الكيس، أحياناً كل الكيس (ضحك) واحطه ف صحن، واسويله كاس نسكويك اللي هو بودرة الشيكولاتة بالحليب، عادي، بحط فيه فنجانين وسكّر، واجيب توستاتي واغطسها. يعني بعدها كنت احسن بالشعور بالتخمة، لكن شعور لذيذ، شعور حسيت اني مش فقط شبع، تحسينه في الجسد، لا، تحسين انك شبعانة، شبعانة مليانة. الموضوع مش موضوع أكل بس تحسين فعلاً أنا الآن شبعانة.
همام: وصلت لمرحلة إنه هواية أكثر من إنها حاجة تغذي الجسد، صارت رحلة أكثر من إنها شيء يغذي الجسد. ف فيها استكشاف، فيها تجربة كدة، حياة نوعاً ما.
سعد: كنت أحس إن حياتي كابوس. فالأكل كان يعطيني بريك من هذا الكابوس، فبريك التخدير هذا أحسن من الكابوس، بالذات إني كنت طفل ما كنت مستوعب أصلًا.
هو كان كأنه مخدر، كأنها إبرة آخدها إذا واجهت شي، بالنسبة لي كنت أظن أنه أكبر من إني اتحمله.
داليا: الأكل يحسسك بالحب أحيانًا. فيحل محل الشئ اللي يحسسك بالرعاية، بالحماية، بالحنان، بالأبوة، بالأمومة.
الطخيم: زيادة الوزن لي كان احتجاج.
كان رفض.
كان حماية.
احتجاج لمعايير جمال ما وافقتها. رفض لفكرة عدم وجود انجذاب من الجنس الآخر لشخص بمثل حجمي. حماية من التواجد بعالم ما كنت أفهمه ومقاييس ما كنت أرتبط معها.
إثبات لكوني أكفي.
وأمان لكون الطعام بجانبي.
كنت أحاول جاهدة أن أحمي شهد، حتى لو نمط الحماية ظاهره مؤذي.
ولهذا السبب في الحلقة هذي ما راح أحكي بس قصة ضيوفي، لكن كمان بحكي قصتي الي شابهت تجاربهم. أحياناً إحساسنا بنفسنا ما يكون معكوس في الصورة اللي نشوفها بالمراية. كانت هذه مشاعري دوماً وكذلك داليا الل تنقل لنا تجربتها هنا.
داليا: احس نفسي أكبر من المساحة اللي انا فيها. أخذ مساحة أكبر من المساحة اللي مفروض انا اخذها. اللي يضحك في الموضوع ان انتي من برة تحسين انك كبيرة حجماً لكن من جوة تحسين انك صغيرة. تحسين انه اصلا يعني، انا من جوة أصلاً ماني شخص كفاية. يعني من وأنا صغيرة كنت مليانة، بخدود. كنت أحب نفسي. غريب يعني. احنا ما نبدأ نكره أنفسنا أو نشوف أشياء بأنفسنا كعيب إلا لما يبدأون اللي حولنا ينبهونا.
على إنه هدا الشي فيك لا مش صح، فيك شي غلط فتبدئي تحسين، تطلعين بنفسك تقولي اه أنا سمينة.
أحد الأشياء اللي كنت دائماً بتخيلها وانا صغيرة، أسكر عيوني واوقف قدام المرايا وامسك بطني ولا امسك يدي ولا ساقي أو فخادي كدة امسك المادري إيش يسمونه، بس الزوائد (ضحك) أمسكها وأتخيل نفسي أقصها بمقص. بس خلاص. أقصها بمقص هذه، يعني ارجع تصير رجلي نحيفة، تصير يدي نحيفة. لحد الان احيانا أطالع كده ف يدي وامسك الأجزاء الزائدة، الزوائد، وأتخيلها، اقول لو مسكت يعني كدة طيب. لو هذا الجزء مني راح، ايش بحس؟
الطخيم: داليا تتساءل لو راحت منها ما يصنف بزوائد ايش بتحس؟ في كل طفولتي كان الأمر المتكرر معي اللي أسمعه دائمًا “انتي جميلة وحلوة لكن لو بس نحفتي”. كانت هي الجملة اللي جعلتني أتمرد وأتعلق أكثر بالطعام، كأنه الوحيد اللي يفهمني ويسمعني ويحبني بلا شروط، ما يخليني أشوف نفسي كمشكلة.
سعد: أنا كانت كل علاقتي مع جسدي أو الصورة اللي شوفتها أنا، هي عبارة عن مشكلة أحتاج إني أديرها، عبارة عن إدارة مشاكل، أو إدارة مشكلة وكيف تؤثر على كل زاوية في حياتي. فكرة إنه لمجرد إنه جسدي بشكل معين. طبعاً أنا لما كنت طفل ما كان فيه شي يقللي ف راسي، سعد، تراك أنت سمين وهدا مشكلة. ما كانت تفرق عندي كتير. لكن اليوم استوعبت هذا الشي كان يولد عداوات. ييجي واحد مثلاً يتنمر على شكلي. طبعاً شي كان محرج جداً، يخليني واعي جداً إني مختلف.
أنا وقتها اللي أذكره كنت أحس إني كنت عالق. يعني حتى ما بقولك إني ما حاولت أفكر في حلول، لا كنت أصلًا عالق في الشعور، يعني الشعور كان كأنه يغرقك دائمًا دائمًا.
الطخيم: الأكل ممكن نكون في علاقة حب وكره معه بنفس الوقت. ممكن يكون لنا مثل المرآة لمشاعر في داخلنا، نشوف أنفسنا فيه. وممكن في نفس الوقت اللي بنحب ونعتمد على الأكل، نحس إن الأكل هو سبب مشاكلنا. همام جرب رجيمات متعددة وحلول مختلفة مما تسبب في تعقيد علاقته بالأكل أكتر.
همام: كنت ماشي المكتب أول ما وصلت كان في جنبنا محلات، مطاعم كثيرة. في منها مشاوي في منها أكلات بهارية وما إلى ذلك. ف كان شميت ريحة الأكل، في هذيك اللحظة، أنا بس لحظة أني شميت ريحة الأكل هذا —وأغلبه أكل ما كنت أكله، لأنه بعيد منه شوية —فشميته جاتني آلام في بطني، الآلام ما هي كانت آلام أنه أنا جوعان وكل يا همام. لأ، كانت آلام أنه في نوع من الاشمئزاز من ريحة الأكل.
داليا: ايش الاكل المو صحي. ده كمان سؤال انا جالسة اسأله لنفسي جالسة احاول اني استوعبه. يعني جالسة اسأل نفسي اقول طيب، هذا نوع من انواع الاكل، ليش انا اقول عن هذا الاكل، شرير. والله العظيم، يعني حرفيا لما تفكر فيها انا اكل هذا الشيء الشرير او اشرب هذا الشيء الشرير كأن انا دخلت شر جواتي. ليه ليه احنا نفكر بهذا الطريقة، ليش مادري. أحس كتير ناس يربطون تصوراتهم عن أشخاص معينين بالأكل اللي بياكلونه، وأنا أحياناً أطيح في هذا الفخ، أو أطيح في هذا الغلط، حتى نظرتي تجاه نفسي لما اكون مثلا تجيني فترة اكل أكل صحي أحس إني لا أنا الحمدلله كويسة وكل شيء تمام والحياة حلوة، ولما اكل أكل سيئ، اه لا خبصت، ليش أنا كدة يالله، ليش ما اقدر إني أستمر أو إني أكون ملتزمة او ما ادري ايش.
سعد: الأكل علاقتي معه إلى الآن ما هي علاقة مسالمة، يعني ما زلت فيه صراع معه الصراحة، يعني إلى الآن بالنسبة لي الأكل شي لازم أكون حذر معاه.
ودخلت مرحلة طويلة تقريبا سنة ونص غرقت تماما في النادي والأكل الصحي وكدة وشيلت فيها أغلب وزني، فطبعا في هذه الرحلة كنت سعيد إني نزلت، بس للحين ترى، صورة جسدي عندي أنا ما أتغيرت. ما اتغيرت أبدًا.
يمكن 25 سنة من حياتي، وأنا عندي صورة مطبوعة عن نفسي، وفجأة في غضون سنة ونص صار فيه تغيير جذري، يعني أساسًا بحكم كنت متين وما كنت أحب شكلي، ما كنت أكرهه، بس ما كنت أناظره. عمري ما كنت بروح أوقف أمام المرايا أناظر نفسي. بالنسبة لي النظر للنفس ما كان شيء أسويه يوميًا، أواذا جيت مريت بتأكد أشوف شكلي، فحتى لما نزلت، بالنسبة للتغيير اللي أتذكره زين كان الرقم للي حصل على الميزان، أوه نزلت كيلو! آه كنت سعيد، بس شكلي ما أدري عنه، حرفيًا ما أدري عنه للحين.
رحلة خسارة الجسم أو وزني، إنه صح كانت هي خسارة لوزني، لكن أنا حرفيًا كنت أحس فيها إنه كأنه فيه نوع من الثلج اللي ذاب عن روحي، اللي خلاني أواجه الحياة أكتر، أتصل مع الحياة أكتر.
يوم بديت أواجه نفسي وأواجه حياتي وأواجه مشاكلي وأواجه “الستريس” اللي بتجيني .أول ما كنت أحب أواجه. اللي حصل لما صرت أسوي الأشياء هذه، جسدي ما صار يطلبني أكثر إنه أكل في الحالات هذه، كأنه تعلم إنه في طريقة أخرى لمواجهة التحديات في حياتنا، وإنه ما لازم تاكل.
فكانت يعني إعادة إحياء هذا الجزء في داخلي الشعوري وإعادة إحياء المشاعر وهذي الأشياء، كانت كأنها بعثت الروح في جسد، تخليك تتصل مع العالم حولك بطريقة صعب تستوعب كيف كنت عايش قبلها.
داليا: أنا أنا لأني أنا. مش عشان أكل معين صنعني أو يصنع، أو له قدرة أنه يصنع تصوري عن ذاتي.
الطخيم: كنت خائفة، مرتعبة، لما قررت قبل سنتين مواجهة ما تراكم معي لأكثر من 20 سنة في عالمي المادي، كنت أتهرب دوماً للعالم الداخلي، ما أجد يوم قبلها واجهت نفسي في جسدي.
كنت في إدمان، الطعام كان رفيقي الي لا يخذلني،
كان الأب الذي بجانبي، والذي كان كلما اشتقت لوالدي وأردت احتضانه، ملأت نفسي بالأكل.
كان هو المسكن، الملجأ، المأوى.
تغير علاقتي معه شملها فقد كبير. فقد للصديق، للراعي،للحبيب، للحامي، للوالد، للرفيق والمعاون.
بتغير علاقتي مع الطعام، تغيرت علاقتي مع شهد، فرأيت كل ما كان مدفون خلفه، وكل ما احتجت أن أتخلى عنه.
رأيت شهد الي كان عمرها 5 سنوات وجوعها الحقيقي الي لم يكن لطعام، بل لحب من شخص غائب، لوالدها الطيار.
رأيت شهد الي عمرها 12 سنة والتي سألتني لما بدأت أحاول أغير جسمي هل هذا يعني أنك لا تحبيني بشكل غير مشروط ولا تتقبليني كما أنا؟
رأيت أشباح علاقات وصداقات انتهت ولكنها استمرت في داخلي.
رأيت محاولات للنجاة، لأجزاء لم تعرف أن تتواجد هنا إلا من خلال الأكل، التي لم تعرف أن تتعامل وتتحمل وتختار البقاء إلا من خلال الأكل.
رأيت لأول مرة، كل نفسي كاملة. لأدرك أنها رحلة لا تنتهي وأن التغيير لا ينهي أي صراع.
بني عودة: هذه الحلقة من “جسدي” من إعداد شهد الطخيم التصميم الصوتي والتأليف الموسيقي لمصمم الصوت محمد خريزات. شكر كبير لكل طاقم الفريق للدعم التحريري، دانا بالوط، هبة فيشر، نادين شاكر، شهد الطخيم، ومديرة الإنتاج هبة عفيفي وأنا شهد بني عودة مضيفة ومحررة البرنامج.
برنامج جسدي من إنتاج شبكة كيرنينج كلتشرز
طلب صغير من كل مستمعينا، إذا حبيتو الحلقة شاركونا تقييمكم واتركوا لنا رأيكم. التقييم والرأي بيساهم كتير في إن الناس تلاقينا على منصات بودكاست أكتر. وإذا حبيتو الحلقة شاركوها من أصحابكم وأصدقاءكم، خصوصاً الأصحاب اللي لسه ما اكتشفوا عالم البودكاست. احكولهم عن عالم التدوين الصوتي وعن القصص المتنوعة وعن المحتوى اللي ممكن يلاقوه في هاي المنصات. شكراً للاستماع وإلى اللقاء في حلقة جديدة من برنامج جسدي.
(إعلان)
شهد بني عودة: لما نفكر باحتياجات الإنسان، بيجي ع بالنا بالعادة الهواء، الماء، والطعام. لكن هل عمرنا فكرنا بعلاقتنا بهاي الاحتياجات الأساسية؟ هل عمرنا فكرنا علاقتنا كيف بالأكل ودوره وتأثيره في حياتنا؟
احنا بنعرف الوظائف الأساسية للطعام، يعني الطعام للبقاء والحاجة والمتعة، يعني لابد من الاستمتاع بالطعام، كلنا بنحب نستمتع بالطعام، بس هذا شرط كتير منا مش ممكن يستغني عنه. علاقتنا بالطعام ممكن تختل وتصبح أكتر من حاجة ومتعة. يعني بمعنى آخر، ممكن الطعام يكون مصدر لاحتياجات تانية مخفية، مش ع السطح. ممكن كمان يصير البديل لأشياء كتير مفقودة في حياة الشخص.
هاي الحلقة راح تكون مميزة وغير شوي عن الحلقات التانية من جسدي. معدة هايدي الحلقة زميلتي شهد الطخيم. شهد راح تكون جزء من هاي الحلقة أكتر من كونها فقط معدتها.
معكم شهد بني عودة مقدمة برنامج جسدي، معدة حلقتنا لليوم شهد الطخيم. كتير حابة أعرف شهد سبب اختيارك لموضوع هادي الحلقة.
شهد الطخيم: الحلقة هذي شخصية جدًا بالنسبة لي وتلمس واقع عايشته.
الأكل عمره ما كان مجرد أكل. الأكل أحيانًا قد يكون بوابة للشعور والاتصال والترابط وكذلك قد يكون طريق للانفصال عن الشعور. أحيانًا الأكل هو البوابة الوحيدة للبقاء، أحيانًا الأكل يكون ادمان، لكن بنحس ما عندنا بديل نتعامل مع صعوبات الحياة من غيره، خاصة في طفولتنا، لما ما يكون عندنا خيارات نعرفها تساعدنا.
داليا: كان الأكل بالنسبة لي زي الحضن، زي البيت عشان كدة يعطيك الشعور بالدفء، الحنان.
همام: انا إنسان إذا توترت أجوع، ومع الجوع أروح واكل، واكل بلا حدود الى أن أصاب بالتخمة.
سعد: عندي نمط سلوكي إنه أخدر نفسي بالأكل، فتاكل حتى التخمة!
الطخيم: في هذه الحلقة من برنامج جسدي.. نستكشف قصص 3 شخصيات وعلاقتهم بالطعام.
(تتر برنامج جسدي)
في الحلقة اليوم، معنا همام، شاب من السودان، وداليا، شابة سعودية، وسعد، شاب سعودي
داليا: أحلى لحظات حياتي لما ارجع من المدرسه و اجيب كيس وايت توست، توست أبيض كامل (ضحك)، واحمّص نص الكيس، أحياناً كل الكيس (ضحك) واحطه ف صحن، واسويله كاس نسكويك اللي هو بودرة الشيكولاتة بالحليب، عادي، بحط فيه فنجانين وسكّر، واجيب توستاتي واغطسها. يعني بعدها كنت احسن بالشعور بالتخمة، لكن شعور لذيذ، شعور حسيت اني مش فقط شبع، تحسينه في الجسد، لا، تحسين انك شبعانة، شبعانة مليانة. الموضوع مش موضوع أكل بس تحسين فعلاً أنا الآن شبعانة.
همام: وصلت لمرحلة إنه هواية أكثر من إنها حاجة تغذي الجسد، صارت رحلة أكثر من إنها شيء يغذي الجسد. ف فيها استكشاف، فيها تجربة كدة، حياة نوعاً ما.
سعد: كنت أحس إن حياتي كابوس. فالأكل كان يعطيني بريك من هذا الكابوس، فبريك التخدير هذا أحسن من الكابوس، بالذات إني كنت طفل ما كنت مستوعب أصلًا.
هو كان كأنه مخدر، كأنها إبرة آخدها إذا واجهت شي، بالنسبة لي كنت أظن أنه أكبر من إني اتحمله.
داليا: الأكل يحسسك بالحب أحيانًا. فيحل محل الشئ اللي يحسسك بالرعاية، بالحماية، بالحنان، بالأبوة، بالأمومة.
الطخيم: زيادة الوزن لي كان احتجاج.
كان رفض.
كان حماية.
احتجاج لمعايير جمال ما وافقتها. رفض لفكرة عدم وجود انجذاب من الجنس الآخر لشخص بمثل حجمي. حماية من التواجد بعالم ما كنت أفهمه ومقاييس ما كنت أرتبط معها.
إثبات لكوني أكفي.
وأمان لكون الطعام بجانبي.
كنت أحاول جاهدة أن أحمي شهد، حتى لو نمط الحماية ظاهره مؤذي.
ولهذا السبب في الحلقة هذي ما راح أحكي بس قصة ضيوفي، لكن كمان بحكي قصتي الي شابهت تجاربهم. أحياناً إحساسنا بنفسنا ما يكون معكوس في الصورة اللي نشوفها بالمراية. كانت هذه مشاعري دوماً وكذلك داليا الل تنقل لنا تجربتها هنا.
داليا: احس نفسي أكبر من المساحة اللي انا فيها. أخذ مساحة أكبر من المساحة اللي مفروض انا اخذها. اللي يضحك في الموضوع ان انتي من برة تحسين انك كبيرة حجماً لكن من جوة تحسين انك صغيرة. تحسين انه اصلا يعني، انا من جوة أصلاً ماني شخص كفاية. يعني من وأنا صغيرة كنت مليانة، بخدود. كنت أحب نفسي. غريب يعني. احنا ما نبدأ نكره أنفسنا أو نشوف أشياء بأنفسنا كعيب إلا لما يبدأون اللي حولنا ينبهونا.
على إنه هدا الشي فيك لا مش صح، فيك شي غلط فتبدئي تحسين، تطلعين بنفسك تقولي اه أنا سمينة.
أحد الأشياء اللي كنت دائماً بتخيلها وانا صغيرة، أسكر عيوني واوقف قدام المرايا وامسك بطني ولا امسك يدي ولا ساقي أو فخادي كدة امسك المادري إيش يسمونه، بس الزوائد (ضحك) أمسكها وأتخيل نفسي أقصها بمقص. بس خلاص. أقصها بمقص هذه، يعني ارجع تصير رجلي نحيفة، تصير يدي نحيفة. لحد الان احيانا أطالع كده ف يدي وامسك الأجزاء الزائدة، الزوائد، وأتخيلها، اقول لو مسكت يعني كدة طيب. لو هذا الجزء مني راح، ايش بحس؟
الطخيم: داليا تتساءل لو راحت منها ما يصنف بزوائد ايش بتحس؟ في كل طفولتي كان الأمر المتكرر معي اللي أسمعه دائمًا “انتي جميلة وحلوة لكن لو بس نحفتي”. كانت هي الجملة اللي جعلتني أتمرد وأتعلق أكثر بالطعام، كأنه الوحيد اللي يفهمني ويسمعني ويحبني بلا شروط، ما يخليني أشوف نفسي كمشكلة.
سعد: أنا كانت كل علاقتي مع جسدي أو الصورة اللي شوفتها أنا، هي عبارة عن مشكلة أحتاج إني أديرها، عبارة عن إدارة مشاكل، أو إدارة مشكلة وكيف تؤثر على كل زاوية في حياتي. فكرة إنه لمجرد إنه جسدي بشكل معين. طبعاً أنا لما كنت طفل ما كان فيه شي يقللي ف راسي، سعد، تراك أنت سمين وهدا مشكلة. ما كانت تفرق عندي كتير. لكن اليوم استوعبت هذا الشي كان يولد عداوات. ييجي واحد مثلاً يتنمر على شكلي. طبعاً شي كان محرج جداً، يخليني واعي جداً إني مختلف.
أنا وقتها اللي أذكره كنت أحس إني كنت عالق. يعني حتى ما بقولك إني ما حاولت أفكر في حلول، لا كنت أصلًا عالق في الشعور، يعني الشعور كان كأنه يغرقك دائمًا دائمًا.
الطخيم: الأكل ممكن نكون في علاقة حب وكره معه بنفس الوقت. ممكن يكون لنا مثل المرآة لمشاعر في داخلنا، نشوف أنفسنا فيه. وممكن في نفس الوقت اللي بنحب ونعتمد على الأكل، نحس إن الأكل هو سبب مشاكلنا. همام جرب رجيمات متعددة وحلول مختلفة مما تسبب في تعقيد علاقته بالأكل أكتر.
همام: كنت ماشي المكتب أول ما وصلت كان في جنبنا محلات، مطاعم كثيرة. في منها مشاوي في منها أكلات بهارية وما إلى ذلك. ف كان شميت ريحة الأكل، في هذيك اللحظة، أنا بس لحظة أني شميت ريحة الأكل هذا —وأغلبه أكل ما كنت أكله، لأنه بعيد منه شوية —فشميته جاتني آلام في بطني، الآلام ما هي كانت آلام أنه أنا جوعان وكل يا همام. لأ، كانت آلام أنه في نوع من الاشمئزاز من ريحة الأكل.
داليا: ايش الاكل المو صحي. ده كمان سؤال انا جالسة اسأله لنفسي جالسة احاول اني استوعبه. يعني جالسة اسأل نفسي اقول طيب، هذا نوع من انواع الاكل، ليش انا اقول عن هذا الاكل، شرير. والله العظيم، يعني حرفيا لما تفكر فيها انا اكل هذا الشيء الشرير او اشرب هذا الشيء الشرير كأن انا دخلت شر جواتي. ليه ليه احنا نفكر بهذا الطريقة، ليش مادري. أحس كتير ناس يربطون تصوراتهم عن أشخاص معينين بالأكل اللي بياكلونه، وأنا أحياناً أطيح في هذا الفخ، أو أطيح في هذا الغلط، حتى نظرتي تجاه نفسي لما اكون مثلا تجيني فترة اكل أكل صحي أحس إني لا أنا الحمدلله كويسة وكل شيء تمام والحياة حلوة، ولما اكل أكل سيئ، اه لا خبصت، ليش أنا كدة يالله، ليش ما اقدر إني أستمر أو إني أكون ملتزمة او ما ادري ايش.
سعد: الأكل علاقتي معه إلى الآن ما هي علاقة مسالمة، يعني ما زلت فيه صراع معه الصراحة، يعني إلى الآن بالنسبة لي الأكل شي لازم أكون حذر معاه.
ودخلت مرحلة طويلة تقريبا سنة ونص غرقت تماما في النادي والأكل الصحي وكدة وشيلت فيها أغلب وزني، فطبعا في هذه الرحلة كنت سعيد إني نزلت، بس للحين ترى، صورة جسدي عندي أنا ما أتغيرت. ما اتغيرت أبدًا.
يمكن 25 سنة من حياتي، وأنا عندي صورة مطبوعة عن نفسي، وفجأة في غضون سنة ونص صار فيه تغيير جذري، يعني أساسًا بحكم كنت متين وما كنت أحب شكلي، ما كنت أكرهه، بس ما كنت أناظره. عمري ما كنت بروح أوقف أمام المرايا أناظر نفسي. بالنسبة لي النظر للنفس ما كان شيء أسويه يوميًا، أواذا جيت مريت بتأكد أشوف شكلي، فحتى لما نزلت، بالنسبة للتغيير اللي أتذكره زين كان الرقم للي حصل على الميزان، أوه نزلت كيلو! آه كنت سعيد، بس شكلي ما أدري عنه، حرفيًا ما أدري عنه للحين.
رحلة خسارة الجسم أو وزني، إنه صح كانت هي خسارة لوزني، لكن أنا حرفيًا كنت أحس فيها إنه كأنه فيه نوع من الثلج اللي ذاب عن روحي، اللي خلاني أواجه الحياة أكتر، أتصل مع الحياة أكتر.
يوم بديت أواجه نفسي وأواجه حياتي وأواجه مشاكلي وأواجه “الستريس” اللي بتجيني .أول ما كنت أحب أواجه. اللي حصل لما صرت أسوي الأشياء هذه، جسدي ما صار يطلبني أكثر إنه أكل في الحالات هذه، كأنه تعلم إنه في طريقة أخرى لمواجهة التحديات في حياتنا، وإنه ما لازم تاكل.
فكانت يعني إعادة إحياء هذا الجزء في داخلي الشعوري وإعادة إحياء المشاعر وهذي الأشياء، كانت كأنها بعثت الروح في جسد، تخليك تتصل مع العالم حولك بطريقة صعب تستوعب كيف كنت عايش قبلها.
داليا: أنا أنا لأني أنا. مش عشان أكل معين صنعني أو يصنع، أو له قدرة أنه يصنع تصوري عن ذاتي.
الطخيم: كنت خائفة، مرتعبة، لما قررت قبل سنتين مواجهة ما تراكم معي لأكثر من 20 سنة في عالمي المادي، كنت أتهرب دوماً للعالم الداخلي، ما أجد يوم قبلها واجهت نفسي في جسدي.
كنت في إدمان، الطعام كان رفيقي الي لا يخذلني،
كان الأب الذي بجانبي، والذي كان كلما اشتقت لوالدي وأردت احتضانه، ملأت نفسي بالأكل.
كان هو المسكن، الملجأ، المأوى.
تغير علاقتي معه شملها فقد كبير. فقد للصديق، للراعي،للحبيب، للحامي، للوالد، للرفيق والمعاون.
بتغير علاقتي مع الطعام، تغيرت علاقتي مع شهد، فرأيت كل ما كان مدفون خلفه، وكل ما احتجت أن أتخلى عنه.
رأيت شهد الي كان عمرها 5 سنوات وجوعها الحقيقي الي لم يكن لطعام، بل لحب من شخص غائب، لوالدها الطيار.
رأيت شهد الي عمرها 12 سنة والتي سألتني لما بدأت أحاول أغير جسمي هل هذا يعني أنك لا تحبيني بشكل غير مشروط ولا تتقبليني كما أنا؟
رأيت أشباح علاقات وصداقات انتهت ولكنها استمرت في داخلي.
رأيت محاولات للنجاة، لأجزاء لم تعرف أن تتواجد هنا إلا من خلال الأكل، التي لم تعرف أن تتعامل وتتحمل وتختار البقاء إلا من خلال الأكل.
رأيت لأول مرة، كل نفسي كاملة. لأدرك أنها رحلة لا تنتهي وأن التغيير لا ينهي أي صراع.
بني عودة: هذه الحلقة من “جسدي” من إعداد شهد الطخيم التصميم الصوتي والتأليف الموسيقي لمصمم الصوت محمد خريزات. شكر كبير لكل طاقم الفريق للدعم التحريري، دانا بالوط، هبة فيشر، نادين شاكر، شهد الطخيم، ومديرة الإنتاج هبة عفيفي وأنا شهد بني عودة مضيفة ومحررة البرنامج.
برنامج جسدي من إنتاج شبكة كيرنينج كلتشرز
طلب صغير من كل مستمعينا، إذا حبيتو الحلقة شاركونا تقييمكم واتركوا لنا رأيكم. التقييم والرأي بيساهم كتير في إن الناس تلاقينا على منصات بودكاست أكتر. وإذا حبيتو الحلقة شاركوها من أصحابكم وأصدقاءكم، خصوصاً الأصحاب اللي لسه ما اكتشفوا عالم البودكاست. احكولهم عن عالم التدوين الصوتي وعن القصص المتنوعة وعن المحتوى اللي ممكن يلاقوه في هاي المنصات. شكراً للاستماع وإلى اللقاء في حلقة جديدة من برنامج جسدي.