LATEST EPISODES
آخر الحلقات
SUBSCRIBE TO OUR NEWSLETTER
اشترك في نشرتنا الالكترونية
YOU MAY ALSO LIKE
قد يعجبك أيضاً
ما يدوم معنا
عبر العصور، تطور الوشم من لغة اجتماعية وعلامة انتماء إلى نوع من التعبير الحر عن الذات. في حلقة اليوم، ندخل إلى عالم الحبر ونستكشف قدرة هذا الفن على الشفاء وتخليد أشخاص ولحظات وتجارب.
بودكاست بحب من إنتاج شبكة كيرنينج كلتشرز.
حلقة اليوم من إنتاج دينا سالم، ومن تحرير أحمد فتيحة. دعم تحريري من الفريق العربي. التصميم الصوتي ليوسف دوازو وبول ألوف، و التصميم الجرافيكي لأحمد سلهب.
كل الشكر لضيفات هذه الحلقة: رولا بطرس، جوا انطون ونادية ابو غوش.
يمكنكم/ن دعم هذا البرنامج عبر منصة باتريون patreon.com/kerningcultures بمبلغ يبدأ من دولارين في الشهر.
Tattoos – Clean Transcript
رولا بطرس: أنا بحب كتير تاتوياتي، من قبل بس عملت تاتويات من زمان وقت كان ما حدا يعمل تاتو كنت مميزة أنا إنه عندي تاتو، وكان في استهجان من الكل، من عائلتي، من أصدقائي، من مجتمعي إنه عم تحط تاتو، هاا! أنا حدا منّي كلاسيكي بالأساس، أنا منّي كلاسيكية، أنا حدا بيحب الألوان الصارخة، بيحب الشعر المبعثر، بيحب الكوليفيشيه الفضي الكبير
دينا سالم: هاي رولا بطرس … كاتبة ومعلمة ومقدمة تلفزيون… عمرها 58 وعندها اوشام من لما كانت فكرة الوشم لسا تعتبر شي غريب… بس رولا ما كان يهمها…
رولا بطرس: عندي مثلًا اتنين تاتو هنّي فراشات وأنا عندي بحب الفراشة، بحب الفراشة بالأساس، وفي عندي غيرهن في عصفور، في جمل، كاتبة جمل، كاتبة مثلًا الحياة لا يستحقها إلا الأقوياء، وهيدي جملة أنا بآمن فيها…لأنه أنا مرقت بكتير ظروف صحية واجتماعية وشخصية كتير مضطربة، واكتشفت إنه فعلًا الحياة لا يستحقها إلا الأقوياء
دينا سالم: رولا ناجية من سرطان الثدي الي بلشت رحلتها معه في ٢٠٠٤، وبعد مجموعة من العمليات الجراحية اللي كملت لسنين بعدها… اخيرا تعالجت … لكن لقت حالها حاملة عبق آثار رحلتها الطويلة مع السرطان… جروح وندبات عميقة محتلة جزء كبير من جسمها و فارضة عليها ذاكرة المعاناة الجسدية والنفسية الي مرت فيها تحت سيطرة المرض الي سرق منها سنين من حياتها … جروح ممتدة من صدرها لجزء كبير من ظهرها.. وبدون أي وسيلة لتعيد جسدها لحالته الاصلية…
رولا بطرس: صحيح نحنا بنعمل عمليات وبيخلصونا من السرطان، بيخلصونا من الورم، بس بيزرعوا فينا ورم جديد، هو ورم الثقة بالنفس، ثقة بالأنوثة، ورم إنه ما بقى فينا نطلّع بالمراية، ما بنعود نعرف حالنا لدرجة ما عم نعود نطلّع، ما بنعود نطلّع لأنه شغلة بشعة كتير
دينا سالم: في يوم من الايام، ولما فكرت رولا انه جروحها صارت جزء دائم من انعكاسها … تعرفت على جو… التي بتعطي خدمة مجانية بتسمح لنساء مثلها انهم يغطوا العلامات والندبات الدائمة و الناتجة من علاج السرطان … كيف؟ … بوشم … فرصة ليقدروا يبنوا علاقة جديدة مع اجسادهم ويسترجعوا جزء خسروه في معركتهم مع الحياة والموت…
رولا بطرس: أول تاتو أخد استغرق الشغل فيه 8 ساعات، وتاني تاتو شي 4 أو 5 ساعات شغل متواصل.
رولا بطرس: واكتشفت إنه التاتو فعلًا خبّى كل الندبات، وأعطى شكل جيّد، مش جيّد، جيّد جدًا ورائع وأكتر من مقبول لدرجة إنه أنا بشوفها لجو بقلها إنت غيرتيلي حياتي، لهالدرجة!
رولا بطرس: حتى صدقيني ما بيعود يبيّن شي، شغلة متل السحر، متل السحر! هالقد!
شهد بني عودة: الناس صرلهم برسموا الوشم على أجسادهم لآلاف السنين… هاي الرسومات الدائمة الي أحيانًا بتكون أشكال بسيطة، وأحيانًا لوحات فنية معقدة، دايما لها جانب شخصي… زمان كانت بمثابة تمائم زينية، ورموز بتدل على المكانة الاجتماعية أو السياسية او المعتقدات الدينية، او حتى كطريقة عن إعلان الحب لشخص حتى انه كان في مجتمعات بتآمن انه الها دور علاجي، خاصة للنساء في الفترات الصعبة من الحمل … اليوم الوشم بقدر يرمز لكل هاي الاشياء او لا ولا اشي ابدا… الوشم تطور من لغة اجتماعية أو كعلامة انتماء لنوع من التعبير الحر عن الذات… كرمز للذات…
دينا سالم: ممكن اكثر اشي انا بخاف منه هو اني اخسر شي بحبه او اني اتقيد باشي دائم ما بقدر اتخلص منه… وبكل وجود هاي الازدواجية عندي وعند كثير اشخاص مثلي خلتي افكر بقراراتي الشخصية واوشامي انا… حاليا عندي خمس رسمات على ايدي الثنتين… تنين وقلب وشجرة تين وشمس ونجوم … كلهم كبار وواضحين وببرزوا جوانب مختلفة مني… لحد معين بفهم السبب وراء كل واحد من اوشامي… بس صرت أفكر وأتساءل عن العناصر الي بتخلي حدا غيري يكرس جزء من جسمه لرسمة او رمز او اسم او كلمة… وممكن انه مش كل وشم اله معنى عميق… بس كل وشم في قصة وراه…
جوا انطون: أنا عندي على حالي؟ هلأ usually it’s a secret لأنه العالم كلّها بتسمّيني ال tattoo artist يللي ما عندها tattoos، بس أنا عندي كتير tattoos، وفينا نقول إنه فوق ال 10، لحتى ما اصدمكن أكتر.
دينا سالم: بتتذكروا جو من بداية الحلقة … جوانطون من اكبر فنانين الأوشام اللبنانيين في العالم وصرلها بتوشم ناس لأكثر من عشر سنين…
جوا انطون: my favorite فيه، يعني كل وحدة إلها meaning، يعني عندي على رقبتي وحدة العالم كلها بتشوفها يللي هي كانت باسم جدّي بس بال french لأنه كان من أنا وصغيرة هو أكتر مطرح بيبوسني عليه اللي هو وقت يسلّم عليي.
جوا انطون: أنا من عيلة أبدًا بعيدة عن التاتوز وهيدا الشي كتير يعني تابو بالبيت، ممنوع أبدًا يكون في حدا عنده تاتوز! سو أنا فتت الشخص يللي لأ فوّتت التاتو، فوتت الشعر الأزرق عالبيت، فوّتت كل شي ما بدن اياه أهلي فوّته على البيت.
دينا سالم: الوشم الي بتعرضه جو على الناجيات من سرطان الثدي بلش لما امها واجهت خطر الإصابة بالسرطان قبل سنين … حست جو بعد ما نفذت امها من الخطر انه الها قدرة تعمل فرق في حياة نساء ما كانوا محظوظين مثلها وبلش مشروعها من هناك… ومن بعدها كثير نساء زاروا الاستوديو تبعها عشان يستفيدوا من اوشام تجميلية وبدون اي مقابل… ومن وصف رولا… غيروا حياتهم…
جوا انطون: هون قررت إنه آخد ال decision إنه تكون for free، يعني ما آخد مصاري من ولا حدا بيجي بيعمل شي من بعد ما يخلصوا الكانسر يعني يجي يعملوا يخبوا ال scars تبعونن أو يعملوا ال nipple tattoo.
جوا انطون: أول ما بلشت كانت شوي عند العالم غريبة، يعني العالم ما تستوعب إنه أنا عم حط على الانستغرام صورة nipple معمولة تاتو، يبعتولي إنه ليه عم تحطي صورة nipple لحدا!! ف صرت فسّر لكل شخص بشخصه إنه أنا هيدي تاتو، صرت حط صور before و after، يسألوني ليه هيك، فسرلهن هو ليش هيك، صار العالم هي تعمل share مع الوقت، وهون صار توصل العالم أكتر، يعني اللي إمه عاملة كانسر يخبرها القرايبين واللي هيك لأنه هي usually كانت تكون عند عدد ناس يكونوا بعمر الفوق 30. قبل كان يكون عندي مثلًا وحدة أو 2 بالشهر، هلأ صرنا عم ناخد 2 بالجمعة which is ما فيني اعمل لأكتر من 2 بالحمعة.
جوا انطون: هو اللي بيخليكي تكملي بهالبروجيه هو ردة فعل الناس، يعني أنا تا قلك إنه هيدا البروجيه كليّاته ما بيجي بطريقة سلبية أوقات على حياتي أنا الشخصية، مبلا، بس الشي اللي بيخليني إنه كون مبسوطة بالشي اللي عم بعمله وبدّي بعد اعملها أكتر هو ال reaction تبعولن، يعني ردة فعلن وقت توقف قدام المراية، في ناس بتقلي إنه صرت حاسة حالي مرة، أنا بشوفك كنت مرة، إنت مرة، مش هيدا الشي اللي بيقلك إنه إنت تكوني مرة، بس هي هيدا الشي اللي بيريحها، كلهن بيبكوا، ما في حدا ما بكي، وكلهن أنا ببكي معهن، لأنه أنا ببكي مع اللي بيبكي.
MIDROLL
شهد بني عودة: بعد الفاصل …رح نسمع من فنانة وشم ثانية بتشارك دينا مشاعرها تجاه الاشي اللي بتعملو ….
نادية أبو غوش: مش عارفة! بحس حالي كائن فضائي.
نادية أبو غوش: أنا فلسطينية أوكرانية بس ولدت وتربيت بفلسطين، بس أظن جزء من هاد الاشي خلاني أحس إني كائن فضائي من كوكب بلوتو…
دينا سالم: هذه نادية، من فناين الوشم القلال في رام الله … نادية بس صرلها بتمارس رسم الاوشام لسنة، لكن في هذه الفترة القصيرة قدرت ترسم كثيييير أوشام على كثير ناس لان فعلا فش كثير في فنانين اوشام في الضفة الغربية في فلسطين … وكونها طالبة فن ورسامة، قدرت نادية انها تدمج المجالين مع بعض…
نادية أبو غوش: يعني عشان هيك إحنا بنغني وبنعبّر وبنرقص لأنه في رغبة داخلية عم بتحاول إنها تطلع لبرة وتصير ملموسة ومشيوفة ومسموعة، ف اللي بيختلف مع التاتو إنه هادا الاشي موجود دايمًا ما بيروح، هاد الاشي كمان إنه هي فكرة بتوتر كتير ناس، في كتير كتير ناس بيجوا بيحكولي قديش همّا بيخافوا من فكرة إنه يصير في commitment لهاد الاشي الملموس يضل موجود دايمًا، بس أنا هاد الاشي بيريحني.
دينا سالم: نادية من الاشخاص الي صعب الواحد يوصفهم بسهولة… مثل اي حدا عنده اوشام كثير، من برا بتبين كشخصية قوية غامضة وبتتحدى القوانين ايمتا ما بدها… بشرتها فاتحة وشعرها داكن وعندها غرة مميزة يتظهر زراق عيونها… طبعا الأوشام الي عندها بضيفوا على هذا الانطباع الحاد … بس أول ما تحكي معها، بتكتشف انه نادية عكس هذه الصورة النمطية … خاصة لما تحكي عن امور او اشخاص عزيزة عليها…وصحيح انها جريئة وبتكسر القوانين، لكن حياة فنانة مثلها في مدينة مثل رام الله مش دائما بفتح مجال للمغامرة … فالوشم الها كان جزء من تكوين شخصيتها و ممارسة فنية فتحتلها مجال تتعامل وتتفاعل وتفهم صراعاتها الشخصية بطريقة جديدة من خلال جسمها وجسم الاشخاص الي بحطوا ثقتهم فيها…
نادية أبو غوش: أهم اشي التواصل من لحظة لمّا حدا يبعتلي مسج إنه بده تاتو ليدخل عندي على المحل لنحكي عن الوشم للتواصل في فترة إنه أنا عم بوشم البنآدم لازم يكون في تواصل، عم تتوجع، عم بتحس تمام، ايش مشاعرك خلال الجلسة، بتحس إنه بدنا ناخد بريك، يعني التواصل كتير كتير مهم
نادية أبو غوش: بحس في اشي كتير تأملي لمّا بكون بوشم الشخص، يعني ف كل خط من الإبرة، في كل نقطة حبر عم بفكر وعم بطلّع وعم بحرّك في جسمي، ف بحاول دايمًا إني أكون واعية على الطاقة اللي أنا موجودة فيها وأنا عم بوشم
دينا سالم: آخر وشم انا عملته كان عند فنانة اسكندرانية اسمها زيزي في القاهرة… كنت سامعة عن زيزي من صديقي في رام الله واكثر اشي جذبني اني اعمل وشم معها كان انها بتدق الاوشام بإبرة… يعني بدون آلة الكترونية… وقعدنا انا وهي نرسم الوشم ونصممه في يوم موعدي واكتشفنا حبنا المتشارك للرسم والفن … وبعد ساعات من الحديث والتنسيق والضحك… بلشت زيزي توشم… نقطة بنقطة بالإبرة الي بإيدها… نجوم مرتبطة مع بعض بخط انسيابي ممتد من كتفي اليمين لكوع أيدي … الخيار اننا نرسم نجوم لأن انا بحب الخطوط النحيفة والعائمة مدموج مع حب زيزي لنجوم البحر لانهم بحسسوها بالراحة وبذكروها في مدينة الاسكندرية… والشعور لما رسمت زيزي الرسمة بإيدها على ورقة وبعديها بشوي صارت هاي الرسمة نفسها جزء مني رح يرافقني للأبد… كل هاي العناصر الصغيرة صارت بالنسبة الي جزء من الوشم نفسه…
دينا سالم: بالعادة اغلبية الفنانين بهتموا باستمرارية عملهم، بآثاره الجمالية أو الفكرية على المدى الطويل وتأثيره على عمل أقرانهم… بس الوشم اله بعد اعمق… ونادية من الفنانين الي واعيين على أنه عملها الفني بطبيعته رح بغير إنسان آخر بشكل دائم…
نادية أبو غوش: الوشم بيكون إله، متعلق في فكرة أو مشاعر أو ذكرى معينة، كمان بيكون دايمًا متعلق في الشخص اللي وشملك اياه وقديش هاد الشخص ترك عليك أثر من أول ما بلشت هاي الرسمة تنرسم عليك، ف بحس هاد الاشي كتير كتير مهم يكون موجود، ف عشان هيك بحاول أكون كتير واعية على طاقتي في المكان والطاقة اللي أنا بستقبل فيها الناس عشان أوشمهم.
دينا سالم: نادية عندها حوالي ١٦ وشم على جسمها والمجموعة رح تكبر قريبا… اكثر شي لفت نظري كان وشم لعثة كبيرة مغطية جزء كبير من ايدها…
نادية أبو غوش: لمّا وشمتها كانت في نهاية فترة كتير صعبة في حياتي، وفي احدى الأيام اللي كنت عم بمرق في هاي الفترة الصعبة في حياتي كنت قاعدة بغرفتي واجا عالشباك تبعي هاد الفراش وصار يطلّع صوت كأنه عم بيدق عالشباك، وكان كتير واضح عنجد كأنه حدا عم بيدق عالشباك، وبعدين اجت التانية صارت تدق معها والتالتة والرابعة والخامسة، يعني صار عندي أوركسترا من الفراش، قطيع كامل عالشباك عم بيدقوا عليّ، بعدين اجت وحدة كتير أكبر منهم كلهم وقعدت بالنص، وكلهم ضلوا يدقوا عالشباك. ف فيه أشياء ممكن تكون كتير بسيطة إنه فكرة الفراشة كتير بسيطة بس إنها بتذكرني بهاي الذكرى بهديك الفترة وكل المشاعر والأفكار اللي كنت بمرق فيها يعني أول ما أفكر في هاد الشباك وفي هاد الفراش بتذكر كل هديك الفترة،
دينا سالم: الدافع تبع نادية من كل هذا الفن هو ببساطة انها تفهم العالم حولها، وتتواصل مع التجارب اللي بتمر فيها سواء كانت مؤلمة أو مفرحة… واهم اشي… كنوع من التصالح مع هاي التجارب…
نادية أبو غوش: يعني صرت معبية في كتير أماكن في جسمي مختلفة عن بعض، ف بس هلأ عم بفكر كيف أعبّي الفراغات. يعني حتى لو بدي أمحيه ما بحس إنه بقدر أعمل هاد الاشي، ما بدي أمحي جزء مني، جزء صار في حياتي، جزء .. يعني بحاول ما أنسى الأشياء، بحب إني أتذكر الأشياء، ف الوشم كتير بيساعد إنك تتذكر دايمًا كل الوقت وما يروح.
دينا سالم: مع كل وشم عملته على مدى السنين… فهمت انه التجربة بتتواجد في أعتاب الخوف والشجاعة… يعني ولا مرة اتخذت قرار اعمل وشم بدون ما احس بمشاعر متناقضة لحد ما اعمله واشوف شكلي في المراية بعد ساعات تحت الابرة… وبعد حديثي مع نادية فهمت كمان انه الوشم بقدر يكرون نوع من تواصل داخلي قد ما هو كمان خارجي… وكل حدا عنده واحد بقدر يقلك انه بعد عدد معين بصير الجسم مثل اللوحة الفنية الذاتية، بتعبر عن مرور الزمن والتغيرات الي مر فيها الشخص… مثل لما بتدخل على معرض لرسمات مرتبطة في فكرة او موضوع معين… كل وحدة شكلها وحجمها بيختلف عن الثانية لكن كل لوحة بتشكل جزء من مجسم اكبر وكل ولوحة بتتحاور مع الثانية بطريقة ما… وهيك الوشم على الجسم … ممكن يعبر عن تجربة، قصة أو حتى لحظة مش ملموسة مثل اوشام نادية… وممكن يكون طريقة للتأقلم مع الحزن والرثاء او مع مصدر ألم مثل وشم رولا… كأنه الواحد بقول “هذا أنا” من خلال هذه الرسومات… وانا مش اشي ثابت ومحدد… مثل الوشم انا بكبر وانا تحت رحمة التغيير وانا بقدر اعبر عن المعاني المتحولة هاي للعالم من خلال جسمي…
نادية أبو غوش: إنه آه لمّا تمرق بأزمة أو بصعوبات الكتم أصعب إشي بفكر لأي حدا، بغض النظر عن شو الإشي اللي عم بمرق فيو، الكتم هو أصعب اشي، ف الفن ساعدني بإني ما أكتم، هادا المكان كان بالنسبة لإلي الفن، إني أنا أخلق هادا المكان اللي أنا نفسي مستوعبته ومن خلاله أقدر أشفي نفسي أطلع من المكان الصعب، أطلع من المكان السوداوي، أعبّر عن هاي الأشياء وأواجه هاي الأشياء، لأنه الكتم بتصفّي كأنك عم بتواجه نفسك في العتمة جوة حالك. وكمان بيساعدني إني أواجه نفسي، لأنه الكتم بيكون عبارة عن إنك إنت ممكن بتواجه أو ما بتواجه نفسك بس جوة حالك وبمكان عتم ومخبّى، واللي بيحتاج الضو بيحتاج إنه ينسى معه، بيحتاج إنه يطلع لبرة، ف جزء كبير منها مواجهة، لمّا أطلّع على رسمة أنا بطلّع على جزء مني، جزء من ذاتي.
Missing part from Nadia here
شهد بني عودة: هاي الحلقة من إعداد دينا سالم. شكر كبير لضيوف الحلقة: رولا بطرس، جوانا انطون، نادية أبو غوش لمشاركتنا كل هاي التفاصيل الشخصية اليوم.
طبعا شكراً كمان ZIZI.MARKS@ التتو ارتيست اللي في القاهرة ..اللي ذكرتها دينا في حلقتها و كانت السبب اللي ألهمها تعمل هاي القصة. شكرا لطاقم الفريق العربي الرائع للدعم التحريري. التصميم الصوتي ليوسف دوازو.
منحب نذكركم انه بتقدرو كمان اتابعونا على حسابنا على الانستغرام اللي في مننشر قصص من وراء الكواليس وصور شاركونا إياها ضيوفنا.
اخر طلب للمستمعين …..اذا حبيتوا الحلقة ما تنسوا تشاركونا تقييمكم وتتركولنا رأيكم … التقييم والرأي بسهل كتير انه الناس تلاقينا على منصات بودكاست اكتر .. واذا حبيتو الحلقة ….شاركوها مع الأصحاب و الأحباب….
وما تنسوا تشتركوا بالقناة و اضلكم متابعينا …بلاقيكم الأسبوع الجاي في حلقة جديدة من بحب …. باي باي …
Tattoos – Clean Transcript
رولا بطرس: أنا بحب كتير تاتوياتي، من قبل بس عملت تاتويات من زمان وقت كان ما حدا يعمل تاتو كنت مميزة أنا إنه عندي تاتو، وكان في استهجان من الكل، من عائلتي، من أصدقائي، من مجتمعي إنه عم تحط تاتو، هاا! أنا حدا منّي كلاسيكي بالأساس، أنا منّي كلاسيكية، أنا حدا بيحب الألوان الصارخة، بيحب الشعر المبعثر، بيحب الكوليفيشيه الفضي الكبير
دينا سالم: هاي رولا بطرس … كاتبة ومعلمة ومقدمة تلفزيون… عمرها 58 وعندها اوشام من لما كانت فكرة الوشم لسا تعتبر شي غريب… بس رولا ما كان يهمها…
رولا بطرس: عندي مثلًا اتنين تاتو هنّي فراشات وأنا عندي بحب الفراشة، بحب الفراشة بالأساس، وفي عندي غيرهن في عصفور، في جمل، كاتبة جمل، كاتبة مثلًا الحياة لا يستحقها إلا الأقوياء، وهيدي جملة أنا بآمن فيها…لأنه أنا مرقت بكتير ظروف صحية واجتماعية وشخصية كتير مضطربة، واكتشفت إنه فعلًا الحياة لا يستحقها إلا الأقوياء
دينا سالم: رولا ناجية من سرطان الثدي الي بلشت رحلتها معه في ٢٠٠٤، وبعد مجموعة من العمليات الجراحية اللي كملت لسنين بعدها… اخيرا تعالجت … لكن لقت حالها حاملة عبق آثار رحلتها الطويلة مع السرطان… جروح وندبات عميقة محتلة جزء كبير من جسمها و فارضة عليها ذاكرة المعاناة الجسدية والنفسية الي مرت فيها تحت سيطرة المرض الي سرق منها سنين من حياتها … جروح ممتدة من صدرها لجزء كبير من ظهرها.. وبدون أي وسيلة لتعيد جسدها لحالته الاصلية…
رولا بطرس: صحيح نحنا بنعمل عمليات وبيخلصونا من السرطان، بيخلصونا من الورم، بس بيزرعوا فينا ورم جديد، هو ورم الثقة بالنفس، ثقة بالأنوثة، ورم إنه ما بقى فينا نطلّع بالمراية، ما بنعود نعرف حالنا لدرجة ما عم نعود نطلّع، ما بنعود نطلّع لأنه شغلة بشعة كتير
دينا سالم: في يوم من الايام، ولما فكرت رولا انه جروحها صارت جزء دائم من انعكاسها … تعرفت على جو… التي بتعطي خدمة مجانية بتسمح لنساء مثلها انهم يغطوا العلامات والندبات الدائمة و الناتجة من علاج السرطان … كيف؟ … بوشم … فرصة ليقدروا يبنوا علاقة جديدة مع اجسادهم ويسترجعوا جزء خسروه في معركتهم مع الحياة والموت…
رولا بطرس: أول تاتو أخد استغرق الشغل فيه 8 ساعات، وتاني تاتو شي 4 أو 5 ساعات شغل متواصل.
رولا بطرس: واكتشفت إنه التاتو فعلًا خبّى كل الندبات، وأعطى شكل جيّد، مش جيّد، جيّد جدًا ورائع وأكتر من مقبول لدرجة إنه أنا بشوفها لجو بقلها إنت غيرتيلي حياتي، لهالدرجة!
رولا بطرس: حتى صدقيني ما بيعود يبيّن شي، شغلة متل السحر، متل السحر! هالقد!
شهد بني عودة: الناس صرلهم برسموا الوشم على أجسادهم لآلاف السنين… هاي الرسومات الدائمة الي أحيانًا بتكون أشكال بسيطة، وأحيانًا لوحات فنية معقدة، دايما لها جانب شخصي… زمان كانت بمثابة تمائم زينية، ورموز بتدل على المكانة الاجتماعية أو السياسية او المعتقدات الدينية، او حتى كطريقة عن إعلان الحب لشخص حتى انه كان في مجتمعات بتآمن انه الها دور علاجي، خاصة للنساء في الفترات الصعبة من الحمل … اليوم الوشم بقدر يرمز لكل هاي الاشياء او لا ولا اشي ابدا… الوشم تطور من لغة اجتماعية أو كعلامة انتماء لنوع من التعبير الحر عن الذات… كرمز للذات…
دينا سالم: ممكن اكثر اشي انا بخاف منه هو اني اخسر شي بحبه او اني اتقيد باشي دائم ما بقدر اتخلص منه… وبكل وجود هاي الازدواجية عندي وعند كثير اشخاص مثلي خلتي افكر بقراراتي الشخصية واوشامي انا… حاليا عندي خمس رسمات على ايدي الثنتين… تنين وقلب وشجرة تين وشمس ونجوم … كلهم كبار وواضحين وببرزوا جوانب مختلفة مني… لحد معين بفهم السبب وراء كل واحد من اوشامي… بس صرت أفكر وأتساءل عن العناصر الي بتخلي حدا غيري يكرس جزء من جسمه لرسمة او رمز او اسم او كلمة… وممكن انه مش كل وشم اله معنى عميق… بس كل وشم في قصة وراه…
جوا انطون: أنا عندي على حالي؟ هلأ usually it’s a secret لأنه العالم كلّها بتسمّيني ال tattoo artist يللي ما عندها tattoos، بس أنا عندي كتير tattoos، وفينا نقول إنه فوق ال 10، لحتى ما اصدمكن أكتر.
دينا سالم: بتتذكروا جو من بداية الحلقة … جوانطون من اكبر فنانين الأوشام اللبنانيين في العالم وصرلها بتوشم ناس لأكثر من عشر سنين…
جوا انطون: my favorite فيه، يعني كل وحدة إلها meaning، يعني عندي على رقبتي وحدة العالم كلها بتشوفها يللي هي كانت باسم جدّي بس بال french لأنه كان من أنا وصغيرة هو أكتر مطرح بيبوسني عليه اللي هو وقت يسلّم عليي.
جوا انطون: أنا من عيلة أبدًا بعيدة عن التاتوز وهيدا الشي كتير يعني تابو بالبيت، ممنوع أبدًا يكون في حدا عنده تاتوز! سو أنا فتت الشخص يللي لأ فوّتت التاتو، فوتت الشعر الأزرق عالبيت، فوّتت كل شي ما بدن اياه أهلي فوّته على البيت.
دينا سالم: الوشم الي بتعرضه جو على الناجيات من سرطان الثدي بلش لما امها واجهت خطر الإصابة بالسرطان قبل سنين … حست جو بعد ما نفذت امها من الخطر انه الها قدرة تعمل فرق في حياة نساء ما كانوا محظوظين مثلها وبلش مشروعها من هناك… ومن بعدها كثير نساء زاروا الاستوديو تبعها عشان يستفيدوا من اوشام تجميلية وبدون اي مقابل… ومن وصف رولا… غيروا حياتهم…
جوا انطون: هون قررت إنه آخد ال decision إنه تكون for free، يعني ما آخد مصاري من ولا حدا بيجي بيعمل شي من بعد ما يخلصوا الكانسر يعني يجي يعملوا يخبوا ال scars تبعونن أو يعملوا ال nipple tattoo.
جوا انطون: أول ما بلشت كانت شوي عند العالم غريبة، يعني العالم ما تستوعب إنه أنا عم حط على الانستغرام صورة nipple معمولة تاتو، يبعتولي إنه ليه عم تحطي صورة nipple لحدا!! ف صرت فسّر لكل شخص بشخصه إنه أنا هيدي تاتو، صرت حط صور before و after، يسألوني ليه هيك، فسرلهن هو ليش هيك، صار العالم هي تعمل share مع الوقت، وهون صار توصل العالم أكتر، يعني اللي إمه عاملة كانسر يخبرها القرايبين واللي هيك لأنه هي usually كانت تكون عند عدد ناس يكونوا بعمر الفوق 30. قبل كان يكون عندي مثلًا وحدة أو 2 بالشهر، هلأ صرنا عم ناخد 2 بالجمعة which is ما فيني اعمل لأكتر من 2 بالحمعة.
جوا انطون: هو اللي بيخليكي تكملي بهالبروجيه هو ردة فعل الناس، يعني أنا تا قلك إنه هيدا البروجيه كليّاته ما بيجي بطريقة سلبية أوقات على حياتي أنا الشخصية، مبلا، بس الشي اللي بيخليني إنه كون مبسوطة بالشي اللي عم بعمله وبدّي بعد اعملها أكتر هو ال reaction تبعولن، يعني ردة فعلن وقت توقف قدام المراية، في ناس بتقلي إنه صرت حاسة حالي مرة، أنا بشوفك كنت مرة، إنت مرة، مش هيدا الشي اللي بيقلك إنه إنت تكوني مرة، بس هي هيدا الشي اللي بيريحها، كلهن بيبكوا، ما في حدا ما بكي، وكلهن أنا ببكي معهن، لأنه أنا ببكي مع اللي بيبكي.
MIDROLL
شهد بني عودة: بعد الفاصل …رح نسمع من فنانة وشم ثانية بتشارك دينا مشاعرها تجاه الاشي اللي بتعملو ….
نادية أبو غوش: مش عارفة! بحس حالي كائن فضائي.
نادية أبو غوش: أنا فلسطينية أوكرانية بس ولدت وتربيت بفلسطين، بس أظن جزء من هاد الاشي خلاني أحس إني كائن فضائي من كوكب بلوتو…
دينا سالم: هذه نادية، من فناين الوشم القلال في رام الله … نادية بس صرلها بتمارس رسم الاوشام لسنة، لكن في هذه الفترة القصيرة قدرت ترسم كثيييير أوشام على كثير ناس لان فعلا فش كثير في فنانين اوشام في الضفة الغربية في فلسطين … وكونها طالبة فن ورسامة، قدرت نادية انها تدمج المجالين مع بعض…
نادية أبو غوش: يعني عشان هيك إحنا بنغني وبنعبّر وبنرقص لأنه في رغبة داخلية عم بتحاول إنها تطلع لبرة وتصير ملموسة ومشيوفة ومسموعة، ف اللي بيختلف مع التاتو إنه هادا الاشي موجود دايمًا ما بيروح، هاد الاشي كمان إنه هي فكرة بتوتر كتير ناس، في كتير كتير ناس بيجوا بيحكولي قديش همّا بيخافوا من فكرة إنه يصير في commitment لهاد الاشي الملموس يضل موجود دايمًا، بس أنا هاد الاشي بيريحني.
دينا سالم: نادية من الاشخاص الي صعب الواحد يوصفهم بسهولة… مثل اي حدا عنده اوشام كثير، من برا بتبين كشخصية قوية غامضة وبتتحدى القوانين ايمتا ما بدها… بشرتها فاتحة وشعرها داكن وعندها غرة مميزة يتظهر زراق عيونها… طبعا الأوشام الي عندها بضيفوا على هذا الانطباع الحاد … بس أول ما تحكي معها، بتكتشف انه نادية عكس هذه الصورة النمطية … خاصة لما تحكي عن امور او اشخاص عزيزة عليها…وصحيح انها جريئة وبتكسر القوانين، لكن حياة فنانة مثلها في مدينة مثل رام الله مش دائما بفتح مجال للمغامرة … فالوشم الها كان جزء من تكوين شخصيتها و ممارسة فنية فتحتلها مجال تتعامل وتتفاعل وتفهم صراعاتها الشخصية بطريقة جديدة من خلال جسمها وجسم الاشخاص الي بحطوا ثقتهم فيها…
نادية أبو غوش: أهم اشي التواصل من لحظة لمّا حدا يبعتلي مسج إنه بده تاتو ليدخل عندي على المحل لنحكي عن الوشم للتواصل في فترة إنه أنا عم بوشم البنآدم لازم يكون في تواصل، عم تتوجع، عم بتحس تمام، ايش مشاعرك خلال الجلسة، بتحس إنه بدنا ناخد بريك، يعني التواصل كتير كتير مهم
نادية أبو غوش: بحس في اشي كتير تأملي لمّا بكون بوشم الشخص، يعني ف كل خط من الإبرة، في كل نقطة حبر عم بفكر وعم بطلّع وعم بحرّك في جسمي، ف بحاول دايمًا إني أكون واعية على الطاقة اللي أنا موجودة فيها وأنا عم بوشم
دينا سالم: آخر وشم انا عملته كان عند فنانة اسكندرانية اسمها زيزي في القاهرة… كنت سامعة عن زيزي من صديقي في رام الله واكثر اشي جذبني اني اعمل وشم معها كان انها بتدق الاوشام بإبرة… يعني بدون آلة الكترونية… وقعدنا انا وهي نرسم الوشم ونصممه في يوم موعدي واكتشفنا حبنا المتشارك للرسم والفن … وبعد ساعات من الحديث والتنسيق والضحك… بلشت زيزي توشم… نقطة بنقطة بالإبرة الي بإيدها… نجوم مرتبطة مع بعض بخط انسيابي ممتد من كتفي اليمين لكوع أيدي … الخيار اننا نرسم نجوم لأن انا بحب الخطوط النحيفة والعائمة مدموج مع حب زيزي لنجوم البحر لانهم بحسسوها بالراحة وبذكروها في مدينة الاسكندرية… والشعور لما رسمت زيزي الرسمة بإيدها على ورقة وبعديها بشوي صارت هاي الرسمة نفسها جزء مني رح يرافقني للأبد… كل هاي العناصر الصغيرة صارت بالنسبة الي جزء من الوشم نفسه…
دينا سالم: بالعادة اغلبية الفنانين بهتموا باستمرارية عملهم، بآثاره الجمالية أو الفكرية على المدى الطويل وتأثيره على عمل أقرانهم… بس الوشم اله بعد اعمق… ونادية من الفنانين الي واعيين على أنه عملها الفني بطبيعته رح بغير إنسان آخر بشكل دائم…
نادية أبو غوش: الوشم بيكون إله، متعلق في فكرة أو مشاعر أو ذكرى معينة، كمان بيكون دايمًا متعلق في الشخص اللي وشملك اياه وقديش هاد الشخص ترك عليك أثر من أول ما بلشت هاي الرسمة تنرسم عليك، ف بحس هاد الاشي كتير كتير مهم يكون موجود، ف عشان هيك بحاول أكون كتير واعية على طاقتي في المكان والطاقة اللي أنا بستقبل فيها الناس عشان أوشمهم.
دينا سالم: نادية عندها حوالي ١٦ وشم على جسمها والمجموعة رح تكبر قريبا… اكثر شي لفت نظري كان وشم لعثة كبيرة مغطية جزء كبير من ايدها…
نادية أبو غوش: لمّا وشمتها كانت في نهاية فترة كتير صعبة في حياتي، وفي احدى الأيام اللي كنت عم بمرق في هاي الفترة الصعبة في حياتي كنت قاعدة بغرفتي واجا عالشباك تبعي هاد الفراش وصار يطلّع صوت كأنه عم بيدق عالشباك، وكان كتير واضح عنجد كأنه حدا عم بيدق عالشباك، وبعدين اجت التانية صارت تدق معها والتالتة والرابعة والخامسة، يعني صار عندي أوركسترا من الفراش، قطيع كامل عالشباك عم بيدقوا عليّ، بعدين اجت وحدة كتير أكبر منهم كلهم وقعدت بالنص، وكلهم ضلوا يدقوا عالشباك. ف فيه أشياء ممكن تكون كتير بسيطة إنه فكرة الفراشة كتير بسيطة بس إنها بتذكرني بهاي الذكرى بهديك الفترة وكل المشاعر والأفكار اللي كنت بمرق فيها يعني أول ما أفكر في هاد الشباك وفي هاد الفراش بتذكر كل هديك الفترة،
دينا سالم: الدافع تبع نادية من كل هذا الفن هو ببساطة انها تفهم العالم حولها، وتتواصل مع التجارب اللي بتمر فيها سواء كانت مؤلمة أو مفرحة… واهم اشي… كنوع من التصالح مع هاي التجارب…
نادية أبو غوش: يعني صرت معبية في كتير أماكن في جسمي مختلفة عن بعض، ف بس هلأ عم بفكر كيف أعبّي الفراغات. يعني حتى لو بدي أمحيه ما بحس إنه بقدر أعمل هاد الاشي، ما بدي أمحي جزء مني، جزء صار في حياتي، جزء .. يعني بحاول ما أنسى الأشياء، بحب إني أتذكر الأشياء، ف الوشم كتير بيساعد إنك تتذكر دايمًا كل الوقت وما يروح.
دينا سالم: مع كل وشم عملته على مدى السنين… فهمت انه التجربة بتتواجد في أعتاب الخوف والشجاعة… يعني ولا مرة اتخذت قرار اعمل وشم بدون ما احس بمشاعر متناقضة لحد ما اعمله واشوف شكلي في المراية بعد ساعات تحت الابرة… وبعد حديثي مع نادية فهمت كمان انه الوشم بقدر يكرون نوع من تواصل داخلي قد ما هو كمان خارجي… وكل حدا عنده واحد بقدر يقلك انه بعد عدد معين بصير الجسم مثل اللوحة الفنية الذاتية، بتعبر عن مرور الزمن والتغيرات الي مر فيها الشخص… مثل لما بتدخل على معرض لرسمات مرتبطة في فكرة او موضوع معين… كل وحدة شكلها وحجمها بيختلف عن الثانية لكن كل لوحة بتشكل جزء من مجسم اكبر وكل ولوحة بتتحاور مع الثانية بطريقة ما… وهيك الوشم على الجسم … ممكن يعبر عن تجربة، قصة أو حتى لحظة مش ملموسة مثل اوشام نادية… وممكن يكون طريقة للتأقلم مع الحزن والرثاء او مع مصدر ألم مثل وشم رولا… كأنه الواحد بقول “هذا أنا” من خلال هذه الرسومات… وانا مش اشي ثابت ومحدد… مثل الوشم انا بكبر وانا تحت رحمة التغيير وانا بقدر اعبر عن المعاني المتحولة هاي للعالم من خلال جسمي…
نادية أبو غوش: إنه آه لمّا تمرق بأزمة أو بصعوبات الكتم أصعب إشي بفكر لأي حدا، بغض النظر عن شو الإشي اللي عم بمرق فيو، الكتم هو أصعب اشي، ف الفن ساعدني بإني ما أكتم، هادا المكان كان بالنسبة لإلي الفن، إني أنا أخلق هادا المكان اللي أنا نفسي مستوعبته ومن خلاله أقدر أشفي نفسي أطلع من المكان الصعب، أطلع من المكان السوداوي، أعبّر عن هاي الأشياء وأواجه هاي الأشياء، لأنه الكتم بتصفّي كأنك عم بتواجه نفسك في العتمة جوة حالك. وكمان بيساعدني إني أواجه نفسي، لأنه الكتم بيكون عبارة عن إنك إنت ممكن بتواجه أو ما بتواجه نفسك بس جوة حالك وبمكان عتم ومخبّى، واللي بيحتاج الضو بيحتاج إنه ينسى معه، بيحتاج إنه يطلع لبرة، ف جزء كبير منها مواجهة، لمّا أطلّع على رسمة أنا بطلّع على جزء مني، جزء من ذاتي.
Missing part from Nadia here
شهد بني عودة: هاي الحلقة من إعداد دينا سالم. شكر كبير لضيوف الحلقة: رولا بطرس، جوانا انطون، نادية أبو غوش لمشاركتنا كل هاي التفاصيل الشخصية اليوم.
طبعا شكراً كمان ZIZI.MARKS@ التتو ارتيست اللي في القاهرة ..اللي ذكرتها دينا في حلقتها و كانت السبب اللي ألهمها تعمل هاي القصة. شكرا لطاقم الفريق العربي الرائع للدعم التحريري. التصميم الصوتي ليوسف دوازو.
منحب نذكركم انه بتقدرو كمان اتابعونا على حسابنا على الانستغرام اللي في مننشر قصص من وراء الكواليس وصور شاركونا إياها ضيوفنا.
اخر طلب للمستمعين …..اذا حبيتوا الحلقة ما تنسوا تشاركونا تقييمكم وتتركولنا رأيكم … التقييم والرأي بسهل كتير انه الناس تلاقينا على منصات بودكاست اكتر .. واذا حبيتو الحلقة ….شاركوها مع الأصحاب و الأحباب….
وما تنسوا تشتركوا بالقناة و اضلكم متابعينا …بلاقيكم الأسبوع الجاي في حلقة جديدة من بحب …. باي باي …