LATEST EPISODES
آخر الحلقات
SUBSCRIBE TO OUR NEWSLETTER
اشترك في نشرتنا الالكترونية
YOU MAY ALSO LIKE
قد يعجبك أيضاً
يحيى سيحيا
يحيى الزنداني شاب يمني عابر جنسياً، كان اكتشافه لمعاناته من اضطراب الهوية الجندرية بداية صراع عنيف مع عائلته التي حاولت بشتى الطرق اثنائه عن الحياة التي أرادها لنفسه. من إنكار وحبس وشتى أنواع العنف، تمت معاقبة يحيى لخروجه عن الخطوط الجندرية المتوقعة منه. ورغم كل ذلك قاوم يحيى وثابر بجسارة، ولكن هل وصل؟
برنامج جسدي من إنتاج شبكة كيرنينج كلتشرز.حلقة اليوم من إعداد أحمد فتيحة وهبة الشريف، دعم تحريري من شهد الطخيم ونادين شاكر، مديرة التحرير هبة عفيفي، محررة البرنامج شهد بني عودة. التصميم الصوتي لفادي جرس والتأليف الموسيقي لمحمد خريزات.هذا الموسم من جسدي بدعم من صندوق هوارد جي بافيت التابع لمؤسسة الإعلام الدولية للنساء.
يمكنكم دعم هذا البرنامج عبر patreon.com/kerningcultures بمبلغ يبدأ من دولار واحد في الشهر.
Hosted on Acast. See acast.com/privacy for more information.
(مقدمة – إعلان)
(تتر جسدي)
يحيى: اليوم الثاني يوم الجمعة الساعة 2 الظهر، لسة فاتح اللابتوب عشان أجهز معايا يوم السبت اختبار
أحمد: يحيى لقى امه داخلة عليه، ومعاها اتنين بودي جاردز
يحيى: واحد مسك يدي، ربّط الثنتين يداتي، قفّلوا عيوني، قفلوا فمي، قفلوا أرجلي، أسمع صوت السيارة ينفتح الحوش أبوابه وتدخل سيارة لداخل الحوش، وأنا أخذ… السيارة كلها معتمة، أنا أحاول أفتح فمي أقولهم يعني انتو فاهمين غلط، يعني انتو مستوعبين لدرجة يتكلموا معايا بالصيغة الصح، إنه امسكوه، ربطوه، ناس مشتريتهم، مش فاهمين حتى أنا مين ولا ايش هما اللي بيعملوه! أمي من قدام تقولهم قفلوا فمها، قفلوا فمها، ف هذا اللي كان بيحصل، كانوا خايفين كأني قنبلة موقوتة.
أحمد: يحيي شاب عابر جنسياً، أو ترانسكشوال، من اليمن. عنده 23 سنة، وفي الموقف اللي بيحكيه أمه كان بتتعامل معاه على أنه بنت
يحيى: كان الطريق rough كده كأنه بين جبال ووو، بدأت استوعب انه معالم المدينة مش واضحة، لين وصلنا للمكان كان تقريبًا الوحيد وجنبه بيتين متباعدين، ياخذوني من فوق السيارة يدخلوني له، يفتحولي الكمامة وعيوني. أشوف حوش صغير، على غرفتين جنب بعض، بيت ما يعتبرش بيت، يعتبر خربة، خرابة، كله شقوق، صدوع، الحمامات مفتوحة على بعض، وفيه واحدة عاملة فيه.
ف منادين رجالة الحارس تبع الرجال عشان يربطني بالسلاسل، ربط يداتي جنب بعض ورجولي جنب بعض، ف يقوموا يشيلوني يفتحوا الباب الحديد ويدخلوني، أول ما ينفتح الباب كانت غرفة كلها ظلام، شوية شوية بدأت أستوعب الملامح، 17 مرة، أنا طفل بينهم، كانت أصغر واحدة عمرها 28 سنة، وانا وقتها 19 سنة.
أحمد: هو المكان ده كان ايه؟
يحيى: هو اسمه معروف medical center يعني مستشفى نفسي، بس هو مش مصحة نفسية، هو سجن خاص، الناس اللي داخله مش داخلين بسبب، اغلبهم، ركز على كلمة أغلبهم، مش داخلين بسبب ضرر نفسي أو عقلي، هما داخلين تأديبًا. فيه منهم اللي هما مخالفين العادات وتقاليد، في منهم اللي chew قات، انت كرجال ممكن تخزن، تاكل قات، انت ك female تعتبري مخالفة للعادات والتقاليد وتنحبسي، وفيه كمان سحرة، ساحرات كانوا، وساحر أسود، محبوسات كمان جنبي، فيه اللي خاينة زوجها جاي يحبسها، وما إلى ذلك.
أحمد: المكان كان أرض الصومال، سنة 2017. يحيي الزنداني هرب هناك مع أمه واخواته من الحرب في اليمن. وخلال حياته، يحيي هايهرب مرة واتنين وتلاتة، بس مش من الحرب، لكن من عدم تقبل أهله وبلده له ك ذكر. قصة يحيى شبه قصص كتير بيمر بيها العابرين جنسياً في العالم، وبالذات في البلاد العربية…
القصة اللي هنسمعها هي قصة صراع مع كل الأطراف اللي كانت ممكن تساعد يحيى أنه يعيش الحياة اللي اختارها: سواء أبوه وامه، عيلته، الحكومة، وحتى المؤسسات الصحية والنفسية.
حكاية يحيى هاتاخدنا ما بين اليمن، وأرض الصومال وبلاد تانية هو فضل مانصرحش بيها حفاظاً على سلامته الشخصية.
تواصلنا مع يحيي من خلال سكايب وحكالنا عن رحلته، وعن اللي حصل وبيحصل لحالته النفسية بسبب القهر اللي اتعرضله.
برنامج جسدي من إنتاج شبكة كيرنج كالتشرز. أنا أحمد فتيحة، أعدت الحلقة معايا، هبة الشريف.
الموسم ده من جسدي بدعم من
international women media foundation
عن طريق
howard G buffett fund for women journalists
قبل ما نبتدي الحكاية، بننوه أن الحلقة دي بتناقش مواضيع قد تكون حساسة لبعض المستمعين، ومنها الانتحار. وشبكة كيرنج كالتشرز بتشجع اي حد بيمر بمتاعب نفسية أنه يستشير المتخصصين.
يحيى: انا حاسس من وأنا صغير، من قبل حتى المدرسة، إنه فيه شي غلط، مش قادر أحدده ولا أستوعب إيش هو، غالبًا كان بيزيد كل ما أتفرج لنفسي بالمراية، بقعد أتفرج لنفسي وأنا صغير كنت بالمراية بالساعات، أشوف إنه المراية هذه مش بتعكسني أنا، شايف فيه حاجة غلط كأنه في barrier بينا، فيه شخص قدامي هو شخص ثاني اللي أمامي. وكملت كنت بهذا الشكل، كنت حاسس إنه أنا الوحيد على وجه الأرض اللي بيحس كدة، لا قادر to define ايش الشي الغلط بالضبط ايش هو، ولا قادر أستوعب إنه في أحد أصلًا ثاني غيري بيحس بنفس الشي، كنت حاسس إنه الغلط مني وأنا maybe مختل عقليًا أو حاجة، وi have to hide this thing وكده.
كانوا بيتكلموا على مواضيع العبور الجنسي في المدرسة، شكله انه هذا شخص عايز يكون، كنت بشوف كثير وانا صغير مواضيع التحول الجنسي بيسموها، واضطراب الهوية الجنسية إنه شخص مجنون أو مختل عقليًا وعايز يكون هذا الشي، عايز يغيّر من شي لشي. من وأنا صغير ال nickname تبعي كنت بسمي نفسي the lost طول عمري the lost ف أنا مش عارف ضايع في إيش، يعني بعد مدة طويلة عرفت إنه ايش اللي كنت مضيعه.
أحمد: اضطراب الهوية الجندرية أو Gender Dysphoria هو نزاع نفسي يصيب الفرد تجاه الجنس البيولوجي اللي اتولد بيه…يعني شخص اتولد ذكر بس يكون حاسس أنه انثى او اتولد انثى بس حاسس أنه ذكر. وبالتالي حاسس بغربة تجاه جسمه والجندر بتاعه، – ف تغيير الجنس بيبقى شعور مسيطر على الإنسان ومش مجرد رغبة عابرة.
السبب الطبي وراء الاضطراب ده لسة ماتحددش، لكنه في الغالب مرتبط بعوامل بيولوجية بتحصل للأطفال وهما مازالوا في الرحم. لكن معلومة مهمة لازم نعرفها هي أن اضطراب الهوية الجندرية لا يساوي المثلية الجنسية. يعني مش ضروري راجل متحول جنسياً يكون منجذب للرجالة، وهكذا.
يحيى بدأ يفهم سبب المعاناة اللي هو كان فيها وهو عنده 18 سنة، وطبعاً البداية كانت على الانترنت.
يحيى: كنت بتصفح كان في واحد هو بيتكلم كان وقتها على أساس إنه بيحكي للناس قصة حياته وال struggle he has been through وكل حاجة بحياته. ف حرفيًا قلت لك، كنت أقرأ قصته أتوقع إنه أنا يعني، وبقرأ قصتي وبتوقع انه حد غيري، في بنآدم بشر غيري بيحكي نفس قصتي، يعني بيعاصر نفس الأحداث.
قعدت ابكي طول الوقت، هذاك اليوم كله، لين طلع الصباح يدوب رحت الجامعة ومنتظر أرجع من الجامعة just إنه أنا أحصّل وقت أتكلم مع امي، ف كنت فرحان، مش عارف ليش توقعت انه زي اللي انا حصلت حل لكل المشاكل اللي بالحياة، متوقع انه امي، هذي امي، يعني أكيد حتى لو كنت انا على غلط يعني حنوصل لحل سوي سوا
أحمد: صارح أمه بأكتشافه أنه ترانص سيكشوال، لكن رد فعلها صدمه. هي دكتورة نسا وولادة، وبالتالي كان مضطر أنه يبذل مجهود كبير علشان يقدر يجاريها، وده خلاه ساعات يشك في فهمه لنفسه ولجسمه، خصوصاً في الأول.
يحيى: كان الموضوع انه هذه internet websites والناس هدول كذابة والناس عندهم نوايا تانية لعرضهم لهذه المعلومات، وما فش اي حاجة real. ف اللي حصل وقتها إنه أنا بدوّر أبحاث، كتب طبية، هي درست طب في روسيا، ف حتى رجعت للكتب الطبية تبع روسيا وأنا مش بعرف روسي، كنت بدوّر الترجمة وكده، وصلت لمرحلة إنه برسلها، قالت أوك هدول بس هو مرض نفسي بالأخير، هما مش عايزين يتعبوا نفسهم يعالجوهم من منحنى نفسي، ف هما بيخلوا الناس يعيشوا كدة ويرجعوا مسوخ ويخربوا حياتهم، ورجعنا للنقطة موضوع حرام هذا التحول الجنسي، ولأمرنهم فليغيرن خلق الله، وهذه النقطة اللي مش راضية تتغير خالص!
ثبتنا عليها، أوك جبالنا شيوخ، هدول الشيوخ عملاء، هدول الشيوخ مش حقيقيين، يعني طول حياتي بشوف أمي بتسمع لطارق الحبيب، هي كفرت بطارق الحبيب.
(مقطع من الأرشيف)
يحيى: جبتلها شيوخ ثانيين قالت لأ هدول مش موجودين والموضوع fake، وصلنا حتى لمرحلة انه تقولي أنا مش trans، أنا أصلًا عندي psychological abnormalities خلتني يصير عندي delusion وأوهام إنه أنا trans. أنا عندي physical dysphoria حاجة محسوسة، عندي اضطراب جندري ومش قادر أحس يعني بحاجات كثير بالحياة بسبب إنه أنا حاسس إنه أنا محبوس.
انا عشت سنة كاملة وأنا ابحث وأتعمق بالموضوع حتى وأنا عارف ايش فيني، وعارف ايش مشكلتي، وبروح لأكثر من دكتور، بس متعمق بالموضوع بس عشان أشوف هل حقيقي الموضوع يعني الماسونية وعبدة الشيطان بيحاولوا انهم يغيروا بالأمة ويبثوا فيها الفساد، وانا نوع من أنواع البروجيكت اللي عاملينه، يحاولوا يعملوا فيني هذا كله! ايش حيستفيدوا يعني، أنه سواء انا كنت ذكر أنثى، هما ايش حيستفيدوا؟ لإيش حيوصلوا؟
أحمد: في السنة دي بدأ يدرس طب. لكن الحرب بدأت في اليمن ف أمه أخدته هو واخواته الصغيرين على أرض الصومال أو somaliland. ودي بلد شمال غرب الصومال اللي احنا عارفينه، وعلى بعد حوالي 300 كيلومتر من جنوب اليمن.
يحيى: هو للأمانة مش مثل المجاعة اللي نشوفها بالتلفزيون، مش المنطقة اللي احنا كنا فيها، العاصمة كانت، كانوا بيقولولنا إنه اسمها half London بس انا الصراحة لا شفت لا هاف ولا ربع في الموضوع. وقتها رحنا وقعدنا فترة، كان على اساس انه حتكون فترة انتقالية حنطلب فيها لجوء. ف كان موضوع إنه احنا نوصل للصومال بس كنقطة عبور. احنا وصلنا لهناك شفناها هادية ومسترخية، بتبحث عن استقرار وsettlement and stability وشغل ومعرفش ايش، وقتها انصدمنا إنه هي بتقول إنه يا حنعدّي 4 شهور وحننطلق لأستراليا، يا حنرجع اليمن.
أحمد: يحيي فهم أن سبب سفرهم لأرض الصومال هو أن أمه كانت عايزة تهرب بعيد عن أبوه. الأسرة استقرت في هرجيسا وصراع يحيي مع أمه كمل، واشتد.
يحيى: أبي كان abusive يمد يده ويضربها، ف هي شايفة قلبت الموضوع إنه أنا لأنه شايف الأنثى ضعف، شايف الأنثى مش ممكن تكون مصدر قوة ولا power ولا قيادية ولا تحكم بالمجتمع ودائمًا مستضعفة ف أنا عشان كدة شايف إنه أنا مش عايز أكون هذه ال character وأنا إذًا male في الأخير.
أنا طول حياتي ب deep depression. أول مرة أحاول أنتحر فيها كان عمري 10 سنين، مش مستوعب ليش بس كان أول مرة أمي تبدي تعطيني female hormones. انعرضت على دكاترة فجأة كدة، أكثر من دكتور ورا بعض، ف كانوا بيقولوا وقتها انه محتاجين عملية استكشافية إنه something is wrong، تقريبًا أنا بتوقع إنه هو كان خلل هرموني. ف هي قررت لحالها إنه هي عايزة تعالجه، ف بدأت تعطيني contraceptives اللي هما female hormones. كنت كل ما أخدهم بيزيد الصراع داخلي، بحس بضيق أكثر، بحس إن أنا weak ودخلت ب deep depression بمرحلة أنا فيها طفل ومش مستوعب حتى ايش الاكتئاب فيه. بالوقت اللي هي المفروض تعطيني المساحة إن أنا أكبر، إن أنا أعيش وبعدين نستوعب ايش الخلل، لا هي كانت خبط خبط هرمونات ورا هرمونات وكدا.
أحمد: أم يحيى استغلت مركزها كأستشارية نسا وولادة في أرض الصومال أنها تضم الدكاترة اللي كان يحيى بيشوفهم لصفها وبالتالي تشخيصهم لحالته كان على هواها.
يحيى: أي حاجة بتقولهم شيزوفرينيا، bipolar disorder، aggressive personality، هلوسات سمعية ومرئية، ايش باقي؟ كل الحاجات اللي ممكن سمعنا فيها بتاريخ الأمراض النفسية كانت مكتوبة عندي في السجلات، يعني لو هوليوود ما كانوش عملوها.
حاجة delusion وpsychosis حتعالجه ايش؟ ال anti-psychosis drugs اللي هي مضادات الذهان، مضادات الاكتئاب اللي عشت عليها سنتين، حتبعد الضبابة اللي على دماغي وتبعد الماسك هذا. للاسف محصلش حاجة.
أحمد: قعد في الوضع ده يمكن سنة، وفهم أنه لازم يهرب. ف تواصل مع مؤسسات مهتمة بحقوق الأقليات، واحد من المؤسسات دي، اسمها المشروع الدولي لمساعدة اللاجئين أو IRAP، وافقت انها تساعده في السفر لبلد تانية بشرط أنه بستخرج تقرير طبي مفصل عن حالته
يحيى: نوصل لمرحلة الدكاترة بيخافوا، بيخافوا إنهم يطلعوا تقارير تُقرّ إنك مريض اضطراب هوية جنسية لأنه يتم مساءلتهم من الحكومات والمحاكم إنه يطالبوهم هذا الآن يحصل مواضيع مشاكل الإرث، مواضيع مشاكل إنه هذا الآن بيتعدى على حقوق أهله ولا أهلها ويخربوا سمعتهم ويعملولهم ال bad reputation بال community وهذي حاجة مش من حقهم. ف الدكاترة بيخافوا، هو طلب موافقة أمي، أمي رفضت، قلتله خلص اوك وقفلنا هذا ال chapter.
أحمد: المؤسسة كانت متفهمة وضعه، وتخلت شرط تقرير وبدأت تشتغل على قضيته…في اللحظة دي، كان ممكن يطلع برا اليمن وبرا الصومال وبرا المنطقة كلها في خلال شهرين…لما أمه عرفت بالخطة، وأنه هايفلت من ايديها، قررت أنها تمنعه.
يحيى: للي قررته إنها تعطيني إبرة من الابر اللي انا مش متذكر اسمها بشكل كامل، بس هذه الابرة بيعطوها للناس اللي… شفت المجرمين اللي يكونوا خارج نطاق السيطرة ويحاولوا يهدئوهم ويكونوا wild ويقاتلوا ويذابحوا، بس عشان يهدوهم ويدخلوهم الحجر لحالهم، ف يكونوا فاقدين الوعي حتى لمدة أسبوع، ف هذه الابرة اللي هي حاولت تعطيها لي، هذا كان قبل بليلتين من إني أنحبس. تصارعت وقتها أنا وهي، كان لأول مرة إنه أنا امسك يد أمي وأضغط عليها، ف هي وقتها إلين الآن استغلتها إنه أنا ماخذ ال character تبع أبي، وإنه أنا abusive ووو. وأنا وقتها كان الموضوع بس دفاع عن نفسي،
أحمد: بعد الموقف ده، انه امه ودته المصحة، أو السجن اللي حكالنا عليه في أول الحلقة. وهناك بدأوا يدوله ادوية كتير هو مش عارف هي ايه، وليه…. وكمان اتعرض على واحد المفروض انه طبيب نفسي
يحيى: أول لقاء بيني وبينه، آه انت عايزة تصيري ذكر، آه انت عايزة تتحولي جنسيًا، آه انت قلتي لي بتشربي weeds صح؟ هو هذا ال weeds اللي بتلعب… انت معاكي زوجة، أنت بتمارسي الجنس، انت بتصلي… قلت له أنا بصلي، بصلي طبيعي زي أي ذكر عادي. بتكذبي على مين.
حرفيًا he was sexually harassing me إنه حيحسسني بأنوثتي، أحكي لأمي بعدها، أشوف إنه أمي..هي مش مهتمة ولا عايزة تسمع، هي شايفة انه انا بس بكذب عشان تطلعني.
أنا وقتها هزمت نفسي بنفسي، إلين الآن نادم بس شايف أقل اشي إنه أنا ما كملتش ال 6 شهور. أنا عارف إنه أنا ممكن بعد ال 6 شهور أكون خلاص فصلت حرفيًا، نفس التقارير اللي هما كاتبينها. بس still أنا هادي حاجة إلين الآن مضايقتني إنه أنا اضطريت أماشي الوضع وأسايره بس عشان أطلع.
أحمد: بحيي اضطر انه يكذب ويمثل انه بين قوسين اتعالج علشان يقنع امه انه يخرج من السجن، وفعلاً خرج بعد شهرين……ورجع الجامعة، لكن ادوية الذهان والهرمونات اللي كان بياخدها خلته مش قادر يذاكر بعد ما كان الأول على الدفعة … قعد سنتين منعزل عن اصحابه وعن الدنيا كلها، وعايش في مسرحية يمثل فيها أنه شخص تاني.
يحيى: شايف انه السنتين اللي عشتهم بعد السجن كانوا الجحيم بذاته، إنه 6 شهور maybe كان أموت فيها وأرتاح أحسن ما أكمل سنتين وأنا بهذاك الوضع.
مكنتش قادر اصحى، كان أيام حتى تيجي وتكب عليا سطل ماء عشان تصحيني وstill أكون مش مصحح.
شعري بدا يطول، مضطر لدرجة إنه i have to make hair removal to my full body بس إنه عشان هي تستوعب إنه أنا قاعد أمثلها صح. حتى نبرة الصوت حقي لازم اتصنعها. حتى الحمّام هو الحاجة الوحيدة اللي بتنقفل بس مش بتنقفل بمفتاح،
موضوع انه انا انسجنت انتشر بالجامعة الدُفعة اللي حولنا، حرفيًا عايزين يغتصبوني، يعني انا زي مال سايب بالنسبة لهم. أنا out of coverage، سايكو مين حيسأل عليا، تقارير طبية، لسة طالع من مصحة ووو.
أما البقية ف هما متعاملين معايا إنه أنا مش بستاهل أصلًا أدرس طب، كيف مواصل معانا وهو سجله مليان بهادي المواضيع وحتى سمعته واصلة الجامعات كلها؟
وصلت لمرحلة إنه بعد السنتين هديك آخر اختبار دكتورة ترسبني، كان الموضوع هذا بالنسبالي هو الحاجة اللي خرجتني عن طوري. درجة النجاح بالطب مش 55، 60 أقل حاجة، ف هي معطيتني 59.4، يعني ليش؟ تعاقبني على ايش؟ ف أنا وقتها قررت إن أنا لازم اهرب
أحمد: يحيي حاول فعلاً انه يهرب عن طريق البحر، ويرجع اليمن، لكن محاولة الهروب فشلت. أبوه عرف باللي كان بيحصله، سواء دخوله السجن اللي المصحة، وكمان مشاكله في الجامعة، ومع أمه…. ف اتدخل واتفقوا أنه يحيى يرجع يعيش معاه في اليمن تاني. وهو تفائل بده.
يحيى: أقل حاجة أعملها انا بالفترة هذه إنه شوية أعمل recovery لحالتي النفسية، أصير شوية stable مرة ثانية، وكمان أرجع أكمل دراستي، أنا باقيلي سنتين أكملهم باليمن وانتهى الموضوع. كنت وقتها أبحث عن ال support تبع الناس اللي حولي، كنت أحاول أفضفض، اشوف انه، إن أنا أرجع مرة ثانية لموضوع دكاترة نفسيين حتى هو حاجة useful و100% حتكون مفيدة بالنسبة لي، بس وقتها وداخل اليمن كنت شايف إنها مضرة خاصة إن أنا لسة ما تعديتش موضوع الفوبيا من الدكاترة النفسيين والمستشفيات، حتى وأنا محتاج أشوف حل لإضطراب ما بعد الصدمة وشايف إنه جديًا مؤثر على كل شي بحياتي. كنت كل ما أحاول أروح لمستشفى رجلي ما ترضيش تعدّي عتبة الباب وأرجع أروّح.
(بريك – إعلان)
أحمد: قبل الفاصل، يحيى كان في اليمن، بيحاول يرجع لحياته القديمة.
في السنة دي، كان عنده حرية نسبية، فتح حساباته على السوشيال ميديا وبدأ يشوف اصحابه القدام. وكمان كان عايز يكمل دراسته، لكنه كان مش عارف ينقل للجامعة مع ان ابوه كان ممكن يتوسطله… أبو يحيى مكانش بيعترض على أن يحيى يعيش كراجل، طول ما الموضوع في الخفا وبعيد عن عيلتهم، اللي هي عيلة كبيرة، محافظة جداً، وليها نفوذ كبير في اليمن.
يحيى: ما فش حد أصلًا أنا أعرفه من أسرتنا مكمل دراسة ك female ولا جامعة ولا اي شي، ف هو معطيني كثير صلاحيات على حساب أي حد ثاني، يعني خارق لكل القواعد والعادات، بس بشرط إنه ما يوصلش لأهله. ف امي كانت بتهدد أبي إنه أنا حوصّل أهلك واخوانك اللي انت بتعمله، بتدي صلاحيات، وأنه فترة انا كنت خلال السنة عايش لمدة تقريبًا شهر لحالي في صنعاء وأبي في إب، بحكم انه يتنقل بسبب الشغل، وهي بتقوله إنه آه مخليها لحالها، أنا حوصّل للأهل ومعرفش ايش، وهي جديًا وصلت لهم، ويتصلوا لأبي يقولوله معندناش بنات يقعدوا لحالهم.
أحمد: يحيى لقى أنه مش عارف يرجع الجامعة، وحياته مش بتتحرك، ف بدأ يفكر في طريقة للهروب مرة كمان.
يحيى: بدأت اشوف other alternatives اللي هو صديق له trans man هو عايش في —، قالي على موضوع ال go fund me account إنه ممكن أنا أجمّع فلوس مادام معضلتي الأساسية إني عشان أطلع من اليمن محتاج باسبورت وتذكرة بس، ticket، وبعدين أقدم refugee بأي step وأعدّي.
معدّاش يوم واحد نزلت فيها ال go fund me حقي، يطلع أمي بتراقب عليه، متصلة لأحد من أعمامي، هو مقالش أي شي، بيرسل الرابط لعند أبي على الواتساب ويقول له شوف هذا.
أبي مش مستوعب، أبي لسة قاعد في الأحلام، بينادي لي إنه آجي أشوف ايش هذا، قلت له هذا حسابي، مين اللي ارسله لك؟ بيقول لي إنه عمي، ف i was shocked. still أبي عارف بوضعي، وعارف بكل شي، بس هو عارف انه انا ساكت، بس!
أحمد: أبو يحيى بدأ يغلي، ولقى نفسه تحت ضغط أنه لازم ياخد موقف. بالصدفة يومها كان عندهم ضيوف في البيت.
يحيى: أول ما موضوع الأسرة دخل في الموضوع ما قدرش إلا يقول إنه أنا طالع بوجهي وشعري، بنت منزلة صورها، بنت يمنية منزلة صورها على النت، هذا قتل direct.
بنت منحلة أخلاقيًا، كاسرة شرف العائلة، أنا جبته لنفسي. هو أي حاجة حيعملها الآن is an order for him لأنه هو الآن أنا اللي خطيت الحدود الحمرا، هو الآن مش قادر يعمل أي شي إلا إنه يعمل الصح بهذا الوضع، وضع زي كدة إنه يعمل فيه الصح هو غسل الشرف والعار لأنه أنا خرّبت سمعة آل الزنداني، فهذا اللي بدا يحصل.
يحيى: أبي وقتها كان مصدوم. لسة البيت كان فيه ضيوف. ف بيطردهم من البيت ومنفعل ويصيح. أنا سحبت واحدة من اللي هي كانت معايا في الغرفة. بس هي كانت أبي بدا يطردها، أنا سحبتها وقفلت الباب عليها، قلت لها at least يعني if I’m dying إذا أنا حموت انت حتكوني شاهدة على هذا الموضوع.
ف أنا مقفّل الباب عليّا 3 أيام، أبي فاصل الكهرباء عن الغرفة، الميزة إنه اللابتوب تعبي كان مشحون، فاصل الانترنت أول حاجة، عندي 3G وكانوا بيحولوا لي data رسائل.
أبي 3 أيام مش بيروح شغل ولا أي حاجة، معاه سيف، سوط، أنا مش عارف أي حاجة غير إني شفته مرة في المطبخ شكله وبعرف من صوت الحديد، بيدقه حول البيت كله ويتغنى، مش يتغنى، بس يتكلم بلغة سايكو، قتل قتل قتل، قحبة قحبة قحب، ف بيهيئ نفسه. “أوووف! قتل قتل قتل”، يمشي ويدور ويلف، وكده عايشين بهذا الهستيريا.. زي اللي يعيشني أنا بالفيلم ولا هو يعيّش نفسه، يعوّد نفسه على اللي ممكن يعمله، مش قادر أستوعب.
أحمد: في التلات أيام دول، يحيي تواصل مع اصدقاء، وحجزوله تذكرة أتوبيس وبدأ يخطط للهروب من البيت.
يحيى: ف وقتها الرحلة الساعة 7 الصباح وهي كانت الساعة 6 الفجر، أنا بلا نوم 3 أيام، أنا already مجهّز إنه حنط من الشباك، الشباك الشقة بالدور الثالث، ف كان بالنسبالي موضوع إنه أنا اتكسر بس أقل شي يعني أعيش، that’s fine، maybe ما اتكسرش، maybe أطلع مرن أو حاجة بس ما أقعدش أنتظر بهذاك السترس وأنا مش عارف ايش اللي ممكن يحصل، حرفيًا بالنسبالي إنه أوك ممكن يقتلني بس إنه أنا أنجبر على زواج أو حاجة هذا أسوأ من الموت بمليون مرة بالنسبالي، يعني إني أنا أموت على يده حاجة، أموت أشرف يعني، أكون أموت منتصر وقتها.
أحمد: النط من الدور الثالث كان ممكن تموتو بس الحمدالله يحيي طلع مرن، أمن عالأرض وهو مش مصدق أنو لسا عايش وعلى طول بدأ رحلة الهروب في اتجاه عدن.
يحيى: 7 شهور وأنا أنتقل من مدينة لمدينة، وأنا بلاغات عليا، تهديدات، محاولات تهكير، كل أنواع العقبات حولي، أوك حاولت أطلّع بطاقة يطلع إنه أنا انعرفت بالبطاقة بالشمال. خلص فقدت الأمل، كنت خسران من ال funds قرابة 1000 دولار، هذه تبع بس المعاملات، كانت خلص الحاجة الوحيدة اللي عندي، الحلو أنه اتسهلت من أكثر من مكان، بدأت تنفتحلي أبواب ثانية.
الميزة باليمن بسبب الحرب إنه السيارات ال vip تبع ال NGOs بيكون عندهم زي الحصانة، ف انتقلت مع أحد العاملين في كذا نقطة كانوا معصلجين معانا وعايزين البطاقة تبعي بالغصب، دفعت لهم شوية فلوس، بس الحرب كانت نقطة حلوة لانه موضوع شمال وجنوب ف الحكومة مش واحدة، السيستم مش واحد، وأخيرًا طلعت وكملت القصة..
أحمد: سؤال: طيب قوللي، كان ايه احساسك وانت في الطيارة؟
يحيى: ما كنتش مصدق، مكنتش مصدق خالص! إلين الآن مانيش مصدق، مش عارف، فترة طويلة حاسس إنه أنا still مسجون. بس خوفي بالطيارة إنه خايف أخذل ناس كثيرة. بتعرف كمان ايش .. لما يحيى يخاف الآن بيخاف أنه إذا كل حياتو تعدلت هو still عايش نفس الإحساس، مش حاس لا بإنجاز ولا حاس انو شي اتغير حاس أنو still مسجون مش حاس انو أنا تطورت وتقدمت أو عملت أس شي بالحياه مش حاسس انو انا بساعد نفسي عشان اعرف اساعد غيري. هي هذا الخوف الحقيقي اللي عندي. إذا فيه فوبيا حقيقة عندي انو اوصل واكون لسا داخليا مش عارف انو وصلت ولا قادر استوعب.
أنا الآن طالع من كل المشاكل وكل حاجة، فيه نافذة للتطور، لمستقبل، أنا حتى الآن مش شايف هذا الشي، أنا بتكلم الآن بلساني كيحيى اللي كان عنده أمل، بس انا الآن شايف إنه حتى النافذة هذه اللي أمامي هي بس سراب.
أحمد: ساعات الهروب بيبقى مش كافي ان احنا نتخطى الألم اللي مرينا بيه..هو .ممكن يخفف الحمل شوية من على كتافنا… لكن التعافي شيء صعب، ومحتاج طاقة، ومحتاج قوة، ومحتاج وقت، ….يحيى دلوقتي بيحاول يتصالح مع ماضيه، بيحاول، لكنه لسة في بداية المشوار
يحيى: مش قادر أستوعب! ولا قادر أكون بمكانهم وأغفر لهم، هي هذه الحاجة الوحيدة، إنه يحيى دايمًا يغفر، ما أحبش إن أنا أعيش بجو الحقد وإن أنا متضرر، مادام أنا still عايش ف أنا أكيد حيكون فيه recovery وحتعافى مهما طال الوقت، بس موضوع زي كدة مش قادر إنه انا أتحكم فيه واتعافى منه 100%. لأنه هما اليد فيه، ممكن أستوعبهم إذا شفت من منظورهم، مش قادر أشوف من نظرتهم، كلها أعذار، بس بالحقيقة كل شي واضح.
الحلقة دي من إعدادي أنا أحمد فتيحة، وهبة الشريف. دعم تحريري من نادين شاكر وشهد الطخيم. محررة البرنامج شهد بني عودة، ومديرة التحرير هبة عفيفي. التصميم الصوتي لفادي جرس والتأليف الموسيقي لمحمد خريزات.
برنامج جسدي من إنتاج شبكة كيرنينج كلتشرز
إذا حبيتو الحلقة شاركونا تقييمكم واتركوا لنا رأيكم. التقييم والرأي بيساهم كتير في إن الناس تلاقينا على منصات بودكاست أكتر. وإذا حبيتو الحلقة شاركوها من أصحابكم وأصدقاءكم، خصوصاً الأصحاب اللي لسه ما اكتشفوا عالم البودكاست. احكولهم عن عالم التدوين الصوتي وعن القصص المتنوعة وعن المحتوى اللي ممكن يلاقوه في هاي المنصات. شكراً للاستماع وإلى اللقاء في حلقة جديدة من برنامج جسدي.
(تمت – إعلان)
(مقدمة – إعلان)
(تتر جسدي)
يحيى: اليوم الثاني يوم الجمعة الساعة 2 الظهر، لسة فاتح اللابتوب عشان أجهز معايا يوم السبت اختبار
أحمد: يحيى لقى امه داخلة عليه، ومعاها اتنين بودي جاردز
يحيى: واحد مسك يدي، ربّط الثنتين يداتي، قفّلوا عيوني، قفلوا فمي، قفلوا أرجلي، أسمع صوت السيارة ينفتح الحوش أبوابه وتدخل سيارة لداخل الحوش، وأنا أخذ… السيارة كلها معتمة، أنا أحاول أفتح فمي أقولهم يعني انتو فاهمين غلط، يعني انتو مستوعبين لدرجة يتكلموا معايا بالصيغة الصح، إنه امسكوه، ربطوه، ناس مشتريتهم، مش فاهمين حتى أنا مين ولا ايش هما اللي بيعملوه! أمي من قدام تقولهم قفلوا فمها، قفلوا فمها، ف هذا اللي كان بيحصل، كانوا خايفين كأني قنبلة موقوتة.
أحمد: يحيي شاب عابر جنسياً، أو ترانسكشوال، من اليمن. عنده 23 سنة، وفي الموقف اللي بيحكيه أمه كان بتتعامل معاه على أنه بنت
يحيى: كان الطريق rough كده كأنه بين جبال ووو، بدأت استوعب انه معالم المدينة مش واضحة، لين وصلنا للمكان كان تقريبًا الوحيد وجنبه بيتين متباعدين، ياخذوني من فوق السيارة يدخلوني له، يفتحولي الكمامة وعيوني. أشوف حوش صغير، على غرفتين جنب بعض، بيت ما يعتبرش بيت، يعتبر خربة، خرابة، كله شقوق، صدوع، الحمامات مفتوحة على بعض، وفيه واحدة عاملة فيه.
ف منادين رجالة الحارس تبع الرجال عشان يربطني بالسلاسل، ربط يداتي جنب بعض ورجولي جنب بعض، ف يقوموا يشيلوني يفتحوا الباب الحديد ويدخلوني، أول ما ينفتح الباب كانت غرفة كلها ظلام، شوية شوية بدأت أستوعب الملامح، 17 مرة، أنا طفل بينهم، كانت أصغر واحدة عمرها 28 سنة، وانا وقتها 19 سنة.
أحمد: هو المكان ده كان ايه؟
يحيى: هو اسمه معروف medical center يعني مستشفى نفسي، بس هو مش مصحة نفسية، هو سجن خاص، الناس اللي داخله مش داخلين بسبب، اغلبهم، ركز على كلمة أغلبهم، مش داخلين بسبب ضرر نفسي أو عقلي، هما داخلين تأديبًا. فيه منهم اللي هما مخالفين العادات وتقاليد، في منهم اللي chew قات، انت كرجال ممكن تخزن، تاكل قات، انت ك female تعتبري مخالفة للعادات والتقاليد وتنحبسي، وفيه كمان سحرة، ساحرات كانوا، وساحر أسود، محبوسات كمان جنبي، فيه اللي خاينة زوجها جاي يحبسها، وما إلى ذلك.
أحمد: المكان كان أرض الصومال، سنة 2017. يحيي الزنداني هرب هناك مع أمه واخواته من الحرب في اليمن. وخلال حياته، يحيي هايهرب مرة واتنين وتلاتة، بس مش من الحرب، لكن من عدم تقبل أهله وبلده له ك ذكر. قصة يحيى شبه قصص كتير بيمر بيها العابرين جنسياً في العالم، وبالذات في البلاد العربية…
القصة اللي هنسمعها هي قصة صراع مع كل الأطراف اللي كانت ممكن تساعد يحيى أنه يعيش الحياة اللي اختارها: سواء أبوه وامه، عيلته، الحكومة، وحتى المؤسسات الصحية والنفسية.
حكاية يحيى هاتاخدنا ما بين اليمن، وأرض الصومال وبلاد تانية هو فضل مانصرحش بيها حفاظاً على سلامته الشخصية.
تواصلنا مع يحيي من خلال سكايب وحكالنا عن رحلته، وعن اللي حصل وبيحصل لحالته النفسية بسبب القهر اللي اتعرضله.
برنامج جسدي من إنتاج شبكة كيرنج كالتشرز. أنا أحمد فتيحة، أعدت الحلقة معايا، هبة الشريف.
الموسم ده من جسدي بدعم من
international women media foundation
عن طريق
howard G buffett fund for women journalists
قبل ما نبتدي الحكاية، بننوه أن الحلقة دي بتناقش مواضيع قد تكون حساسة لبعض المستمعين، ومنها الانتحار. وشبكة كيرنج كالتشرز بتشجع اي حد بيمر بمتاعب نفسية أنه يستشير المتخصصين.
يحيى: انا حاسس من وأنا صغير، من قبل حتى المدرسة، إنه فيه شي غلط، مش قادر أحدده ولا أستوعب إيش هو، غالبًا كان بيزيد كل ما أتفرج لنفسي بالمراية، بقعد أتفرج لنفسي وأنا صغير كنت بالمراية بالساعات، أشوف إنه المراية هذه مش بتعكسني أنا، شايف فيه حاجة غلط كأنه في barrier بينا، فيه شخص قدامي هو شخص ثاني اللي أمامي. وكملت كنت بهذا الشكل، كنت حاسس إنه أنا الوحيد على وجه الأرض اللي بيحس كدة، لا قادر to define ايش الشي الغلط بالضبط ايش هو، ولا قادر أستوعب إنه في أحد أصلًا ثاني غيري بيحس بنفس الشي، كنت حاسس إنه الغلط مني وأنا maybe مختل عقليًا أو حاجة، وi have to hide this thing وكده.
كانوا بيتكلموا على مواضيع العبور الجنسي في المدرسة، شكله انه هذا شخص عايز يكون، كنت بشوف كثير وانا صغير مواضيع التحول الجنسي بيسموها، واضطراب الهوية الجنسية إنه شخص مجنون أو مختل عقليًا وعايز يكون هذا الشي، عايز يغيّر من شي لشي. من وأنا صغير ال nickname تبعي كنت بسمي نفسي the lost طول عمري the lost ف أنا مش عارف ضايع في إيش، يعني بعد مدة طويلة عرفت إنه ايش اللي كنت مضيعه.
أحمد: اضطراب الهوية الجندرية أو Gender Dysphoria هو نزاع نفسي يصيب الفرد تجاه الجنس البيولوجي اللي اتولد بيه…يعني شخص اتولد ذكر بس يكون حاسس أنه انثى او اتولد انثى بس حاسس أنه ذكر. وبالتالي حاسس بغربة تجاه جسمه والجندر بتاعه، – ف تغيير الجنس بيبقى شعور مسيطر على الإنسان ومش مجرد رغبة عابرة.
السبب الطبي وراء الاضطراب ده لسة ماتحددش، لكنه في الغالب مرتبط بعوامل بيولوجية بتحصل للأطفال وهما مازالوا في الرحم. لكن معلومة مهمة لازم نعرفها هي أن اضطراب الهوية الجندرية لا يساوي المثلية الجنسية. يعني مش ضروري راجل متحول جنسياً يكون منجذب للرجالة، وهكذا.
يحيى بدأ يفهم سبب المعاناة اللي هو كان فيها وهو عنده 18 سنة، وطبعاً البداية كانت على الانترنت.
يحيى: كنت بتصفح كان في واحد هو بيتكلم كان وقتها على أساس إنه بيحكي للناس قصة حياته وال struggle he has been through وكل حاجة بحياته. ف حرفيًا قلت لك، كنت أقرأ قصته أتوقع إنه أنا يعني، وبقرأ قصتي وبتوقع انه حد غيري، في بنآدم بشر غيري بيحكي نفس قصتي، يعني بيعاصر نفس الأحداث.
قعدت ابكي طول الوقت، هذاك اليوم كله، لين طلع الصباح يدوب رحت الجامعة ومنتظر أرجع من الجامعة just إنه أنا أحصّل وقت أتكلم مع امي، ف كنت فرحان، مش عارف ليش توقعت انه زي اللي انا حصلت حل لكل المشاكل اللي بالحياة، متوقع انه امي، هذي امي، يعني أكيد حتى لو كنت انا على غلط يعني حنوصل لحل سوي سوا
أحمد: صارح أمه بأكتشافه أنه ترانص سيكشوال، لكن رد فعلها صدمه. هي دكتورة نسا وولادة، وبالتالي كان مضطر أنه يبذل مجهود كبير علشان يقدر يجاريها، وده خلاه ساعات يشك في فهمه لنفسه ولجسمه، خصوصاً في الأول.
يحيى: كان الموضوع انه هذه internet websites والناس هدول كذابة والناس عندهم نوايا تانية لعرضهم لهذه المعلومات، وما فش اي حاجة real. ف اللي حصل وقتها إنه أنا بدوّر أبحاث، كتب طبية، هي درست طب في روسيا، ف حتى رجعت للكتب الطبية تبع روسيا وأنا مش بعرف روسي، كنت بدوّر الترجمة وكده، وصلت لمرحلة إنه برسلها، قالت أوك هدول بس هو مرض نفسي بالأخير، هما مش عايزين يتعبوا نفسهم يعالجوهم من منحنى نفسي، ف هما بيخلوا الناس يعيشوا كدة ويرجعوا مسوخ ويخربوا حياتهم، ورجعنا للنقطة موضوع حرام هذا التحول الجنسي، ولأمرنهم فليغيرن خلق الله، وهذه النقطة اللي مش راضية تتغير خالص!
ثبتنا عليها، أوك جبالنا شيوخ، هدول الشيوخ عملاء، هدول الشيوخ مش حقيقيين، يعني طول حياتي بشوف أمي بتسمع لطارق الحبيب، هي كفرت بطارق الحبيب.
(مقطع من الأرشيف)
يحيى: جبتلها شيوخ ثانيين قالت لأ هدول مش موجودين والموضوع fake، وصلنا حتى لمرحلة انه تقولي أنا مش trans، أنا أصلًا عندي psychological abnormalities خلتني يصير عندي delusion وأوهام إنه أنا trans. أنا عندي physical dysphoria حاجة محسوسة، عندي اضطراب جندري ومش قادر أحس يعني بحاجات كثير بالحياة بسبب إنه أنا حاسس إنه أنا محبوس.
انا عشت سنة كاملة وأنا ابحث وأتعمق بالموضوع حتى وأنا عارف ايش فيني، وعارف ايش مشكلتي، وبروح لأكثر من دكتور، بس متعمق بالموضوع بس عشان أشوف هل حقيقي الموضوع يعني الماسونية وعبدة الشيطان بيحاولوا انهم يغيروا بالأمة ويبثوا فيها الفساد، وانا نوع من أنواع البروجيكت اللي عاملينه، يحاولوا يعملوا فيني هذا كله! ايش حيستفيدوا يعني، أنه سواء انا كنت ذكر أنثى، هما ايش حيستفيدوا؟ لإيش حيوصلوا؟
أحمد: في السنة دي بدأ يدرس طب. لكن الحرب بدأت في اليمن ف أمه أخدته هو واخواته الصغيرين على أرض الصومال أو somaliland. ودي بلد شمال غرب الصومال اللي احنا عارفينه، وعلى بعد حوالي 300 كيلومتر من جنوب اليمن.
يحيى: هو للأمانة مش مثل المجاعة اللي نشوفها بالتلفزيون، مش المنطقة اللي احنا كنا فيها، العاصمة كانت، كانوا بيقولولنا إنه اسمها half London بس انا الصراحة لا شفت لا هاف ولا ربع في الموضوع. وقتها رحنا وقعدنا فترة، كان على اساس انه حتكون فترة انتقالية حنطلب فيها لجوء. ف كان موضوع إنه احنا نوصل للصومال بس كنقطة عبور. احنا وصلنا لهناك شفناها هادية ومسترخية، بتبحث عن استقرار وsettlement and stability وشغل ومعرفش ايش، وقتها انصدمنا إنه هي بتقول إنه يا حنعدّي 4 شهور وحننطلق لأستراليا، يا حنرجع اليمن.
أحمد: يحيي فهم أن سبب سفرهم لأرض الصومال هو أن أمه كانت عايزة تهرب بعيد عن أبوه. الأسرة استقرت في هرجيسا وصراع يحيي مع أمه كمل، واشتد.
يحيى: أبي كان abusive يمد يده ويضربها، ف هي شايفة قلبت الموضوع إنه أنا لأنه شايف الأنثى ضعف، شايف الأنثى مش ممكن تكون مصدر قوة ولا power ولا قيادية ولا تحكم بالمجتمع ودائمًا مستضعفة ف أنا عشان كدة شايف إنه أنا مش عايز أكون هذه ال character وأنا إذًا male في الأخير.
أنا طول حياتي ب deep depression. أول مرة أحاول أنتحر فيها كان عمري 10 سنين، مش مستوعب ليش بس كان أول مرة أمي تبدي تعطيني female hormones. انعرضت على دكاترة فجأة كدة، أكثر من دكتور ورا بعض، ف كانوا بيقولوا وقتها انه محتاجين عملية استكشافية إنه something is wrong، تقريبًا أنا بتوقع إنه هو كان خلل هرموني. ف هي قررت لحالها إنه هي عايزة تعالجه، ف بدأت تعطيني contraceptives اللي هما female hormones. كنت كل ما أخدهم بيزيد الصراع داخلي، بحس بضيق أكثر، بحس إن أنا weak ودخلت ب deep depression بمرحلة أنا فيها طفل ومش مستوعب حتى ايش الاكتئاب فيه. بالوقت اللي هي المفروض تعطيني المساحة إن أنا أكبر، إن أنا أعيش وبعدين نستوعب ايش الخلل، لا هي كانت خبط خبط هرمونات ورا هرمونات وكدا.
أحمد: أم يحيى استغلت مركزها كأستشارية نسا وولادة في أرض الصومال أنها تضم الدكاترة اللي كان يحيى بيشوفهم لصفها وبالتالي تشخيصهم لحالته كان على هواها.
يحيى: أي حاجة بتقولهم شيزوفرينيا، bipolar disorder، aggressive personality، هلوسات سمعية ومرئية، ايش باقي؟ كل الحاجات اللي ممكن سمعنا فيها بتاريخ الأمراض النفسية كانت مكتوبة عندي في السجلات، يعني لو هوليوود ما كانوش عملوها.
حاجة delusion وpsychosis حتعالجه ايش؟ ال anti-psychosis drugs اللي هي مضادات الذهان، مضادات الاكتئاب اللي عشت عليها سنتين، حتبعد الضبابة اللي على دماغي وتبعد الماسك هذا. للاسف محصلش حاجة.
أحمد: قعد في الوضع ده يمكن سنة، وفهم أنه لازم يهرب. ف تواصل مع مؤسسات مهتمة بحقوق الأقليات، واحد من المؤسسات دي، اسمها المشروع الدولي لمساعدة اللاجئين أو IRAP، وافقت انها تساعده في السفر لبلد تانية بشرط أنه بستخرج تقرير طبي مفصل عن حالته
يحيى: نوصل لمرحلة الدكاترة بيخافوا، بيخافوا إنهم يطلعوا تقارير تُقرّ إنك مريض اضطراب هوية جنسية لأنه يتم مساءلتهم من الحكومات والمحاكم إنه يطالبوهم هذا الآن يحصل مواضيع مشاكل الإرث، مواضيع مشاكل إنه هذا الآن بيتعدى على حقوق أهله ولا أهلها ويخربوا سمعتهم ويعملولهم ال bad reputation بال community وهذي حاجة مش من حقهم. ف الدكاترة بيخافوا، هو طلب موافقة أمي، أمي رفضت، قلتله خلص اوك وقفلنا هذا ال chapter.
أحمد: المؤسسة كانت متفهمة وضعه، وتخلت شرط تقرير وبدأت تشتغل على قضيته…في اللحظة دي، كان ممكن يطلع برا اليمن وبرا الصومال وبرا المنطقة كلها في خلال شهرين…لما أمه عرفت بالخطة، وأنه هايفلت من ايديها، قررت أنها تمنعه.
يحيى: للي قررته إنها تعطيني إبرة من الابر اللي انا مش متذكر اسمها بشكل كامل، بس هذه الابرة بيعطوها للناس اللي… شفت المجرمين اللي يكونوا خارج نطاق السيطرة ويحاولوا يهدئوهم ويكونوا wild ويقاتلوا ويذابحوا، بس عشان يهدوهم ويدخلوهم الحجر لحالهم، ف يكونوا فاقدين الوعي حتى لمدة أسبوع، ف هذه الابرة اللي هي حاولت تعطيها لي، هذا كان قبل بليلتين من إني أنحبس. تصارعت وقتها أنا وهي، كان لأول مرة إنه أنا امسك يد أمي وأضغط عليها، ف هي وقتها إلين الآن استغلتها إنه أنا ماخذ ال character تبع أبي، وإنه أنا abusive ووو. وأنا وقتها كان الموضوع بس دفاع عن نفسي،
أحمد: بعد الموقف ده، انه امه ودته المصحة، أو السجن اللي حكالنا عليه في أول الحلقة. وهناك بدأوا يدوله ادوية كتير هو مش عارف هي ايه، وليه…. وكمان اتعرض على واحد المفروض انه طبيب نفسي
يحيى: أول لقاء بيني وبينه، آه انت عايزة تصيري ذكر، آه انت عايزة تتحولي جنسيًا، آه انت قلتي لي بتشربي weeds صح؟ هو هذا ال weeds اللي بتلعب… انت معاكي زوجة، أنت بتمارسي الجنس، انت بتصلي… قلت له أنا بصلي، بصلي طبيعي زي أي ذكر عادي. بتكذبي على مين.
حرفيًا he was sexually harassing me إنه حيحسسني بأنوثتي، أحكي لأمي بعدها، أشوف إنه أمي..هي مش مهتمة ولا عايزة تسمع، هي شايفة انه انا بس بكذب عشان تطلعني.
أنا وقتها هزمت نفسي بنفسي، إلين الآن نادم بس شايف أقل اشي إنه أنا ما كملتش ال 6 شهور. أنا عارف إنه أنا ممكن بعد ال 6 شهور أكون خلاص فصلت حرفيًا، نفس التقارير اللي هما كاتبينها. بس still أنا هادي حاجة إلين الآن مضايقتني إنه أنا اضطريت أماشي الوضع وأسايره بس عشان أطلع.
أحمد: بحيي اضطر انه يكذب ويمثل انه بين قوسين اتعالج علشان يقنع امه انه يخرج من السجن، وفعلاً خرج بعد شهرين……ورجع الجامعة، لكن ادوية الذهان والهرمونات اللي كان بياخدها خلته مش قادر يذاكر بعد ما كان الأول على الدفعة … قعد سنتين منعزل عن اصحابه وعن الدنيا كلها، وعايش في مسرحية يمثل فيها أنه شخص تاني.
يحيى: شايف انه السنتين اللي عشتهم بعد السجن كانوا الجحيم بذاته، إنه 6 شهور maybe كان أموت فيها وأرتاح أحسن ما أكمل سنتين وأنا بهذاك الوضع.
مكنتش قادر اصحى، كان أيام حتى تيجي وتكب عليا سطل ماء عشان تصحيني وstill أكون مش مصحح.
شعري بدا يطول، مضطر لدرجة إنه i have to make hair removal to my full body بس إنه عشان هي تستوعب إنه أنا قاعد أمثلها صح. حتى نبرة الصوت حقي لازم اتصنعها. حتى الحمّام هو الحاجة الوحيدة اللي بتنقفل بس مش بتنقفل بمفتاح،
موضوع انه انا انسجنت انتشر بالجامعة الدُفعة اللي حولنا، حرفيًا عايزين يغتصبوني، يعني انا زي مال سايب بالنسبة لهم. أنا out of coverage، سايكو مين حيسأل عليا، تقارير طبية، لسة طالع من مصحة ووو.
أما البقية ف هما متعاملين معايا إنه أنا مش بستاهل أصلًا أدرس طب، كيف مواصل معانا وهو سجله مليان بهادي المواضيع وحتى سمعته واصلة الجامعات كلها؟
وصلت لمرحلة إنه بعد السنتين هديك آخر اختبار دكتورة ترسبني، كان الموضوع هذا بالنسبالي هو الحاجة اللي خرجتني عن طوري. درجة النجاح بالطب مش 55، 60 أقل حاجة، ف هي معطيتني 59.4، يعني ليش؟ تعاقبني على ايش؟ ف أنا وقتها قررت إن أنا لازم اهرب
أحمد: يحيي حاول فعلاً انه يهرب عن طريق البحر، ويرجع اليمن، لكن محاولة الهروب فشلت. أبوه عرف باللي كان بيحصله، سواء دخوله السجن اللي المصحة، وكمان مشاكله في الجامعة، ومع أمه…. ف اتدخل واتفقوا أنه يحيى يرجع يعيش معاه في اليمن تاني. وهو تفائل بده.
يحيى: أقل حاجة أعملها انا بالفترة هذه إنه شوية أعمل recovery لحالتي النفسية، أصير شوية stable مرة ثانية، وكمان أرجع أكمل دراستي، أنا باقيلي سنتين أكملهم باليمن وانتهى الموضوع. كنت وقتها أبحث عن ال support تبع الناس اللي حولي، كنت أحاول أفضفض، اشوف انه، إن أنا أرجع مرة ثانية لموضوع دكاترة نفسيين حتى هو حاجة useful و100% حتكون مفيدة بالنسبة لي، بس وقتها وداخل اليمن كنت شايف إنها مضرة خاصة إن أنا لسة ما تعديتش موضوع الفوبيا من الدكاترة النفسيين والمستشفيات، حتى وأنا محتاج أشوف حل لإضطراب ما بعد الصدمة وشايف إنه جديًا مؤثر على كل شي بحياتي. كنت كل ما أحاول أروح لمستشفى رجلي ما ترضيش تعدّي عتبة الباب وأرجع أروّح.
(بريك – إعلان)
أحمد: قبل الفاصل، يحيى كان في اليمن، بيحاول يرجع لحياته القديمة.
في السنة دي، كان عنده حرية نسبية، فتح حساباته على السوشيال ميديا وبدأ يشوف اصحابه القدام. وكمان كان عايز يكمل دراسته، لكنه كان مش عارف ينقل للجامعة مع ان ابوه كان ممكن يتوسطله… أبو يحيى مكانش بيعترض على أن يحيى يعيش كراجل، طول ما الموضوع في الخفا وبعيد عن عيلتهم، اللي هي عيلة كبيرة، محافظة جداً، وليها نفوذ كبير في اليمن.
يحيى: ما فش حد أصلًا أنا أعرفه من أسرتنا مكمل دراسة ك female ولا جامعة ولا اي شي، ف هو معطيني كثير صلاحيات على حساب أي حد ثاني، يعني خارق لكل القواعد والعادات، بس بشرط إنه ما يوصلش لأهله. ف امي كانت بتهدد أبي إنه أنا حوصّل أهلك واخوانك اللي انت بتعمله، بتدي صلاحيات، وأنه فترة انا كنت خلال السنة عايش لمدة تقريبًا شهر لحالي في صنعاء وأبي في إب، بحكم انه يتنقل بسبب الشغل، وهي بتقوله إنه آه مخليها لحالها، أنا حوصّل للأهل ومعرفش ايش، وهي جديًا وصلت لهم، ويتصلوا لأبي يقولوله معندناش بنات يقعدوا لحالهم.
أحمد: يحيى لقى أنه مش عارف يرجع الجامعة، وحياته مش بتتحرك، ف بدأ يفكر في طريقة للهروب مرة كمان.
يحيى: بدأت اشوف other alternatives اللي هو صديق له trans man هو عايش في —، قالي على موضوع ال go fund me account إنه ممكن أنا أجمّع فلوس مادام معضلتي الأساسية إني عشان أطلع من اليمن محتاج باسبورت وتذكرة بس، ticket، وبعدين أقدم refugee بأي step وأعدّي.
معدّاش يوم واحد نزلت فيها ال go fund me حقي، يطلع أمي بتراقب عليه، متصلة لأحد من أعمامي، هو مقالش أي شي، بيرسل الرابط لعند أبي على الواتساب ويقول له شوف هذا.
أبي مش مستوعب، أبي لسة قاعد في الأحلام، بينادي لي إنه آجي أشوف ايش هذا، قلت له هذا حسابي، مين اللي ارسله لك؟ بيقول لي إنه عمي، ف i was shocked. still أبي عارف بوضعي، وعارف بكل شي، بس هو عارف انه انا ساكت، بس!
أحمد: أبو يحيى بدأ يغلي، ولقى نفسه تحت ضغط أنه لازم ياخد موقف. بالصدفة يومها كان عندهم ضيوف في البيت.
يحيى: أول ما موضوع الأسرة دخل في الموضوع ما قدرش إلا يقول إنه أنا طالع بوجهي وشعري، بنت منزلة صورها، بنت يمنية منزلة صورها على النت، هذا قتل direct.
بنت منحلة أخلاقيًا، كاسرة شرف العائلة، أنا جبته لنفسي. هو أي حاجة حيعملها الآن is an order for him لأنه هو الآن أنا اللي خطيت الحدود الحمرا، هو الآن مش قادر يعمل أي شي إلا إنه يعمل الصح بهذا الوضع، وضع زي كدة إنه يعمل فيه الصح هو غسل الشرف والعار لأنه أنا خرّبت سمعة آل الزنداني، فهذا اللي بدا يحصل.
يحيى: أبي وقتها كان مصدوم. لسة البيت كان فيه ضيوف. ف بيطردهم من البيت ومنفعل ويصيح. أنا سحبت واحدة من اللي هي كانت معايا في الغرفة. بس هي كانت أبي بدا يطردها، أنا سحبتها وقفلت الباب عليها، قلت لها at least يعني if I’m dying إذا أنا حموت انت حتكوني شاهدة على هذا الموضوع.
ف أنا مقفّل الباب عليّا 3 أيام، أبي فاصل الكهرباء عن الغرفة، الميزة إنه اللابتوب تعبي كان مشحون، فاصل الانترنت أول حاجة، عندي 3G وكانوا بيحولوا لي data رسائل.
أبي 3 أيام مش بيروح شغل ولا أي حاجة، معاه سيف، سوط، أنا مش عارف أي حاجة غير إني شفته مرة في المطبخ شكله وبعرف من صوت الحديد، بيدقه حول البيت كله ويتغنى، مش يتغنى، بس يتكلم بلغة سايكو، قتل قتل قتل، قحبة قحبة قحب، ف بيهيئ نفسه. “أوووف! قتل قتل قتل”، يمشي ويدور ويلف، وكده عايشين بهذا الهستيريا.. زي اللي يعيشني أنا بالفيلم ولا هو يعيّش نفسه، يعوّد نفسه على اللي ممكن يعمله، مش قادر أستوعب.
أحمد: في التلات أيام دول، يحيي تواصل مع اصدقاء، وحجزوله تذكرة أتوبيس وبدأ يخطط للهروب من البيت.
يحيى: ف وقتها الرحلة الساعة 7 الصباح وهي كانت الساعة 6 الفجر، أنا بلا نوم 3 أيام، أنا already مجهّز إنه حنط من الشباك، الشباك الشقة بالدور الثالث، ف كان بالنسبالي موضوع إنه أنا اتكسر بس أقل شي يعني أعيش، that’s fine، maybe ما اتكسرش، maybe أطلع مرن أو حاجة بس ما أقعدش أنتظر بهذاك السترس وأنا مش عارف ايش اللي ممكن يحصل، حرفيًا بالنسبالي إنه أوك ممكن يقتلني بس إنه أنا أنجبر على زواج أو حاجة هذا أسوأ من الموت بمليون مرة بالنسبالي، يعني إني أنا أموت على يده حاجة، أموت أشرف يعني، أكون أموت منتصر وقتها.
أحمد: النط من الدور الثالث كان ممكن تموتو بس الحمدالله يحيي طلع مرن، أمن عالأرض وهو مش مصدق أنو لسا عايش وعلى طول بدأ رحلة الهروب في اتجاه عدن.
يحيى: 7 شهور وأنا أنتقل من مدينة لمدينة، وأنا بلاغات عليا، تهديدات، محاولات تهكير، كل أنواع العقبات حولي، أوك حاولت أطلّع بطاقة يطلع إنه أنا انعرفت بالبطاقة بالشمال. خلص فقدت الأمل، كنت خسران من ال funds قرابة 1000 دولار، هذه تبع بس المعاملات، كانت خلص الحاجة الوحيدة اللي عندي، الحلو أنه اتسهلت من أكثر من مكان، بدأت تنفتحلي أبواب ثانية.
الميزة باليمن بسبب الحرب إنه السيارات ال vip تبع ال NGOs بيكون عندهم زي الحصانة، ف انتقلت مع أحد العاملين في كذا نقطة كانوا معصلجين معانا وعايزين البطاقة تبعي بالغصب، دفعت لهم شوية فلوس، بس الحرب كانت نقطة حلوة لانه موضوع شمال وجنوب ف الحكومة مش واحدة، السيستم مش واحد، وأخيرًا طلعت وكملت القصة..
أحمد: سؤال: طيب قوللي، كان ايه احساسك وانت في الطيارة؟
يحيى: ما كنتش مصدق، مكنتش مصدق خالص! إلين الآن مانيش مصدق، مش عارف، فترة طويلة حاسس إنه أنا still مسجون. بس خوفي بالطيارة إنه خايف أخذل ناس كثيرة. بتعرف كمان ايش .. لما يحيى يخاف الآن بيخاف أنه إذا كل حياتو تعدلت هو still عايش نفس الإحساس، مش حاس لا بإنجاز ولا حاس انو شي اتغير حاس أنو still مسجون مش حاس انو أنا تطورت وتقدمت أو عملت أس شي بالحياه مش حاسس انو انا بساعد نفسي عشان اعرف اساعد غيري. هي هذا الخوف الحقيقي اللي عندي. إذا فيه فوبيا حقيقة عندي انو اوصل واكون لسا داخليا مش عارف انو وصلت ولا قادر استوعب.
أنا الآن طالع من كل المشاكل وكل حاجة، فيه نافذة للتطور، لمستقبل، أنا حتى الآن مش شايف هذا الشي، أنا بتكلم الآن بلساني كيحيى اللي كان عنده أمل، بس انا الآن شايف إنه حتى النافذة هذه اللي أمامي هي بس سراب.
أحمد: ساعات الهروب بيبقى مش كافي ان احنا نتخطى الألم اللي مرينا بيه..هو .ممكن يخفف الحمل شوية من على كتافنا… لكن التعافي شيء صعب، ومحتاج طاقة، ومحتاج قوة، ومحتاج وقت، ….يحيى دلوقتي بيحاول يتصالح مع ماضيه، بيحاول، لكنه لسة في بداية المشوار
يحيى: مش قادر أستوعب! ولا قادر أكون بمكانهم وأغفر لهم، هي هذه الحاجة الوحيدة، إنه يحيى دايمًا يغفر، ما أحبش إن أنا أعيش بجو الحقد وإن أنا متضرر، مادام أنا still عايش ف أنا أكيد حيكون فيه recovery وحتعافى مهما طال الوقت، بس موضوع زي كدة مش قادر إنه انا أتحكم فيه واتعافى منه 100%. لأنه هما اليد فيه، ممكن أستوعبهم إذا شفت من منظورهم، مش قادر أشوف من نظرتهم، كلها أعذار، بس بالحقيقة كل شي واضح.
الحلقة دي من إعدادي أنا أحمد فتيحة، وهبة الشريف. دعم تحريري من نادين شاكر وشهد الطخيم. محررة البرنامج شهد بني عودة، ومديرة التحرير هبة عفيفي. التصميم الصوتي لفادي جرس والتأليف الموسيقي لمحمد خريزات.
برنامج جسدي من إنتاج شبكة كيرنينج كلتشرز
إذا حبيتو الحلقة شاركونا تقييمكم واتركوا لنا رأيكم. التقييم والرأي بيساهم كتير في إن الناس تلاقينا على منصات بودكاست أكتر. وإذا حبيتو الحلقة شاركوها من أصحابكم وأصدقاءكم، خصوصاً الأصحاب اللي لسه ما اكتشفوا عالم البودكاست. احكولهم عن عالم التدوين الصوتي وعن القصص المتنوعة وعن المحتوى اللي ممكن يلاقوه في هاي المنصات. شكراً للاستماع وإلى اللقاء في حلقة جديدة من برنامج جسدي.
(تمت – إعلان)